سالم القاسمي

 سالم القاسمي، مصمم جرافيك من الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، حاصل على درجة البكالوريوس من الجامعة الأمريكية في الشارقة. ازداد حبه لفن الجرافيك أكثر بعد عمله على مشاريع لفائدة شركات وأفراد لحسابه الخاص بالإمارات العربية المتحدة وبالمملكة المتحدة، في عام 2006، أسس  استوديو التصميم 'فكرة' المتعدد التخصصات واختار كمقر له الشارقة، الأستوديو متخصص في تصميم الجرافيك الثنائي اللغة (باللغتين العربية والإنجليزية). تعمل فكرة عبر مجموعة متنوعة من الوسائل (مقيدة بالوقت والطباعة)، بما في ذلك تصميم الكتب، والبيانات المرئية، الجرافيك حول البيئة، الطباعة باللغتين، وخلق الهوية والتصميم التفاعلي، والجرافيك المتحرك.

إن فلسفة الأستوديو لها جذورعميقة في البحث عن طرق جديدة لحل المشاكل من خلال الاكتشاف ودراسة التصميم. وفي غضون فترة قصيرة من الزمن، اكتسبت' فكرة' سمعة جيدة باعتبارها واحدة من استوديوهات تصميم الجرافيك الرائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة. إلا أن القاسمي لم يتوقف عند ذلك الحد. ففي عام 2011، تخرج بشهادة الماجستير في تصميم الجرافيك من جامعة رود أيلند للتصميم (كلية ريزدي).

حاليا، يدعى من طرف الجامعة الأمريكية  بدبي كناقد خارجي و يدرس دورة بعنوان " مهنة التصميم" بالجامعة الأمريكية بالشارقة.

حصلنا على فرصة للجلوس مع القاسمي الموهوب لاجراء حوار لمعرفة المزيد عن قصته ومهنته..

كيف ومتى بدأ اهتمامك بالفن؟

خلال المرحلة الثانوية، وكنت مهتما بصفة خاصة بالنحت، الرسم، والرسم، وأخذت دروسا لتعزيز مهاراتي. فكرت دائما بالفن كهواية وليس كوظيفتي المستقبلية. عندما التحقت بالجامعة اخترت ثلاث تخصصات : الأول كان نظام التسيير المعلوماتي ، الثاني علوم المعلوميات، والثالث كان التصميم عبر الوسائط المتعددة – و لحسن الحظ، انتهى بي الأمر بتخصص برنامج تصميم الوسائط المتعددة، وجعلتني السنة الأولى أدرك أنني كنت في المكان المناسب.

بعد الانتهاء من دراستي الجامعية، عملت لحساب عدة شركات تصميم في الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة. وفي عام 2006 بدأت أستوديو "فكرة"  للتصميم كوسيلة تسمح لي بتجربة العمل على مشاريعي الخاصة بحرية. انتهى بي الأمر بأخذ عدة مشاريع  تجارية ثنائية اللغة (العربية والإنجليزية) والتي لفتت انتباهي الى فهم أهمية الثقافة . حصلت بعد ذلك على شهادة الماجستير في تصميم الجرافيك من كلية ريزدي حيث كان موضوع أطروحتي حول البحث في ازدواجية الهوية و الثقافة  في دولة الإمارات العربية المتحدة.

مسلم، أحد مشاريع القاسيمي كطالب

هل تلقيت تشجيعا من عائلتك لمواصلة اهتمامك في التصميم؟و هل كانت هناك بعض المخاوف؟

عائلتي تقليدية إلى حد ما، ولم يكن ينظر الى اختياري لمهنة في مجال الفنون باستحسان فقد كانت تعتبرهواية أكثر منها خيارا مهنيا. ومع ذلك، فقد دعموني جدا في قراري بالقيام  بما أريده، ودراسة تصميم الوسائط المتعددة. لقد كانت عملية تعلم بالنسبة اليهم كما كان الحال بالنسبة الي. في الوقت الذي قررت أن أن أدرس للحصول على الماجستير في تصميم الجرافيك كنت قد بدأت مشواري المهني فكان أمر موافقتهم شيئا سهلا.

أخبرنا المزيد عن 'فكرة' وكيف خطرت لك هذه الفكرة؟

أنشأت "فكرة" في سبتمبر 2006 بعد عجزي  عن العثور على استوديو تصميم مناسب للعمل معه في الإمارات العربية المتحدة. في الواقع، لم يكن هناك استوديو تصميم "تجريبي" في الإمارات العربية المتحدة والذي قد يتيح القيام بتجارب تصميمية. أصبحت' فكرة' المكان الذي يسمح لي و لمصممين آخرين على مواصلة العمل على مشاريعهم الشخصية  بالموازاة مع أعمالهم التجارية.

ما الذي تأمل في تحقيقه من خلال فكرة؟

آمل أن يستمر العمل بفكرة  كأرضية لاستكشاف التصميم والتعليم وبهذا تكون قادرة على المساهمة في تطوير التصميم والفن والثقافة في المنطقة.

اللباس المختلط: مزج بين الملابس الغربية و العربية

هل يمكنك أن تحدثنا  قليلا عن مشروع "أرابيش" التي عملت عليه في عام 2011؟

أرابيش كان موضوع أطروحتي لنيل شهادة الماجستيرفي تصميم الجرافيك بكلية ريزدي. كان بحثا حول الثقافة المزدوجة العربية والانجليزية (أرابيش) بالامارات العربية المتحدة.  كمصمم أعالج موضوع هذه الثقافة الناشئة من منظور شخصي وعالمي. تصميم الجرافيك هو وسيلة قوية للبحث والتواصل. أنا استخدمها كوسيلة للتعليق على العناصر التي تعكس معالم الثقافة المختلطة :اللباس، اللغة، و المناظر الطبيعية. فهي وسيلة، تساعدني و تساعد غيري في فهم أفضل لهوية الإمارات العربية المتحدة وثقافتها المزدوجة الناشئة.

ممن أو مماذا تستوحي أعمالك؟

أستلهم أعمالي من العديد من التجارب المعاصرة  في تصميم الجرافيك التي تدفع حدود  تصميم الجرافيك.

ما الذي شجعك على بدء التدريس؟ و مالذي تأمل في منحه للطلاب؟ 

أنا أستمتع كثيرا بالتدريس. بالنسبة لي، انه تعلم بقدر ما هو تعليم – إن لم يكن أكثر. استخدم التعليم كوسيلة لتوسيع معارفي حول المواضيع التي أهتم بها. غالبا ما أدعى بصفة ناقد او "حكم"  الى مناقشة مشروعات تخرج طلاب الاتصالات البصرية بالجامعة الامريكية بدبي.  أقوم أيضا بتدريس حصة  بالجامعة الامريكية بالشارقة تعنى بتعريف طلاب التصميم بأعمال التصميم و بعض قضاياه وتشجيع الخطاب النقدي في التصميم.

أدام، مشروع تعاوني بين فكرة و بينك تانك، أداة لتحديد مواقع أنظمة التعاون بين مصممين من العالم العربي

بدأ الفن يحضى بشعبية كبرى في أوساط الشباب، وخصوصا الإناث. الا ان الذكور في منطقة مجلس التعاون الخليجي ما زالوا غير مهتمين به. هل تعتقد أن هذا سيتغير؟

أعتقد أنه يتغير، ببطء. أنا لا أرى بالضرورة زيادة في التحاق الأولاد بمدارس الفن والتصميم، الا أنني أرى اهتماما متزايدا بمجال الفن والتصميم بشكل عام على المستوى المهني. الوضع الاقتصادي الحالي لا يساعد الطلاب على اختيار مهنة في مجال الفنون، ولكنه يساعد الأعمال الناشئة و استوديوهات التصميم في الازدهار. لأكون صادقا، أعتقد أن الطلاب لا يلتحقون بمدارس الفن والتصميم لأن البنية  التعليمية لا تشجع على ذلك، وهي لا تأخذ على محمل الجد هذه الصناعة الإبداعية. أعتقد أنه لنكون قادرين على تغيير هذه العقلية، ينبغي أن تشترك الحكومة في اظهار أهمية  الصناعة الإبداعية في الاقتصاد.

ما هو هدفك الأسمى؟

المساعدة في خلق صناعة ابداعية موحدة بالمنطقة – دولة الإمارات العربية المتحدة، دول مجلس التعاون الخليجي، والعالم العربي ككل. لا يمكن تحقيق ذلك الا من خلال التعليم وبمساعدة المؤسسات الحكومية والمراكز الإبداعية. أعتقد أننا أمام وضعية فريدة حيث يمكن استخدام ثقافتنا كوسيلة لبناء النظم القائمة والراسخة – المؤسسات والمجالس في التصميم والفنون والثقافة – لخلق اقتصاد ابداعي  مدهش.

هليمكنكاطلاعناعلىبعضمشاريعكالقادمة؟

أنا أعمل على مشاريع مثيرة للغاية، البعض منها بشكل تعاوني، بعضها شخصي، و الاخر مع عملاء. ونحن حاليا بصدد تجديد الرواق الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في مهرجان البندقية و نعمل على تطوير التصور الكامل للحدث. ونعمل أيضا على تطوير أدام، مشروع تعاوني بين 'بينك تانك' و 'فكرة' يهدف الى خلق أداة تصور الشبكات التعاونية في العالم العربي. فكرة بصدد تطوير سلسلة من أوراش العمل كجزء من منظومتنا التعليمية. لدينا المزيد من المشاريع الأخرى الا أن معظمها ما زالت طي الكتمان لم يحن الوقت للحديث عنها.

– محمد البنا

ترجمة: وفاء أفقير

0 Shares:
Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You May Also Like