إذا بدأت للتو متابعة العمود الأسبوعي الذي تكتبه منيرة، حيث تتحدث عن رحلتها مع مرض السرطان، فيمكنك أن تطلع على الجزء الأول، الجزء الثاني، الجزء الثالث.

إن كان هناك ما قد جعلني قادرة على تحمل المعركة التي كنت أخوضها فسيكون حتما ثقتي في الله. الثقة في عدل تخطيطه، الثقة في مغفرته، والثقة في الشفاء.

يسألني البعض أحيانا عن ردة فعلي بعد سماع الأخبار. ما أحسست به كان الرضوخ لارادة الله، كنت أقوى عاطفيا مما كنت عليه دوما.أعتقد أن الله لا يتركك تواجه محنة أعزلا دون أن يمدك بالقوة اللازمة للمواجهة.فلدينا في ديننا إيمان راسخ أن الله يبارك من يعانون. تواضعت للفكرة و أحسستني بالقرب من الله.

أنا لا أحاول بتاتا اظهار السرطان كأمر هين، فهو بعيد عن ذلك. فقد تغيرت حياتي تماما بعد سماع الخبر. كان علي ترك عائلتي، بيتي، وطني، أصدقائي و عملي. أخذ السرطان الكثير مني و أحسسني بالفراغ. إلا أن التركيز على ذلك لم يكن  ليجلب لي إلا الدمار و الخمول. فلم يكن ليتركني أمضي قدما. رفضت أن يسيطر علي الضعف و مشاعر الحزن. السبيل الوحيد للفوز بالمعركة كان أن أكون أيجابية.

كان لأول أربع دورات من العلاج الكيميائي الأثر الكبير على جسدي، حيث وجدت لأيام صعوبة في رفع رأسي على الوسادة. جسدي كان يؤلمني وركبتي لم تعد قادرتين على حملي. لأكون صادقة تماما، كانت هناك أوقات كنت أرغب فيها بالاستسلام لكن إيماني بالله كان يحثني على الاستمرار. الأمل في يوم أفضل كان كل ما أملك.

عندما تجد نفسك في مواجهة مماتك فإنك لا تجد مفرا من التفكير في ما يجعلك سعيدا. هل تعيش الحياة التي تريدها لنفسك؟وأنا لم أكن. كنت عالقة في وظيفة لم تكن ترق لطموحاتي. جعلني السرطان أسعى لتحقيق أحلامي، وأنا أخطط لمتابعة الدراسة بكلية الطب أخيرا. فقد كان حلمي منذ أن كنت طفلة صغيرة أن أصبح طبيبة، إلا أنني كنت دائما خائفة جدا من متابعة حلمي.

أعتقد أن مرضي كان طريقة الله لتوجيهي إلى الطريق الصحيح. لملاحقة أحلامي، أن أعيش حياتي بالطريقة التي أريدها. أن أبدأ من جديد، أن أكون سعيدة.

إذا وجدت نفسك في نفس الوضع، فلا تسمح أبدا لعقلك بالتفكير "لماذا أنا؟" لأن ذلك كله مشيئة الله و تخطيطه. كن على يقين بأن الله سوف يرعاك كما يرعاني. لم أكن لأصل الى أي مكان لولا ايماني. فتشبثوا بايمانكم.

منيرة هي امرأة بحرينية، تبلغ من العمر 27 سنة. تم تشخيص إصابتها مؤخرا بسرطان الثدي. وهي تعيش حاليا في مانهاتن، نيويورك لتلقي العلاج. يمكنكم الاتصال بمنيرة عبر البريد الإلكتروني mneera.abdulla@gmail.com

0 Shares:
Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You May Also Like