إذا بدأت للتو متابعة العمود الأسبوعي الذي تكتبه منيرة، حيث تتحدث عن رحلتها مع مرض السرطان، فيمكنك أن تطلع على الجزء الأول هنا

 مرت سريعا الأربعة أسابيع منذ تشخيص إصابتي بالسرطان. أنا الآن في نيويورك لزيارة اخصائي الأورام لأول مرة. كنت أشعر بالتوتروالطمأنينة على حد سواء.

كانت نتائج أبحاثي الأولية مقلقة. كان هناك احتمال أن أفقد ثديي، وهذا ما أكده لي أحد الجراحين التجميليين بالمستشفى في موعد معه.

لحسن الحظ، أظهرت مزيد من الأبحاث بعض الضوء في الأفق. فقد تبين أنه يمكنني أن أختار استئصال الورم بدلا من ذلك. وفي حين كنت  أشعر بالتأكيد، بالارتياح، فإن هذه الانفعالات العاطفية كانت تؤثر سلبا على جهازي العصبي.

وصل اليوم الموعود لإجراء العملية الجراحية سريعا ، وبشكل غريب، شعرت بالهدوء وكنت إيجابية. فقد حان الوقت لإزالة الورم والمضي قدما. على الرغم من أن مشاعري كانت غيرطبيعية، إلا أن الفضل في هدوئي يعود لعائلتي الذين ظلوا دائما بجانبي. كان لدي الدعم الذي أحتاجه لأركزعلى الإيجابيات. بينما كانت شقيقتي تحمل يدي، كنت أتلو آيات من القرآن الكريم للحفاظ على هدوئي ولحمايتي. قبل أن أتمكن من قراءة المزيد وجدت نفسي في غرفة الإنعاش."هل انتهى كل شيئ؟" استفسرت.  "نعم، وستكونين على خير ما يرام"، أجابت شقيقتي.

أزيل ورم واحد وبقي آخرون  للأسف.  في جلسة مع طبيبي أوضح لي أن السرطان انتشر ليصل إلى العقد اللمفاوية وليتسبب في ما يسمى بغزو العقد الليمفاوية. ما يعني وجوب خضوعي لبرنامج علاج كيماوي مكثف.

على الرغم من أن احتمال خضوعي للعلاج الكيماوي ملأني فزعا، إلا أنه ملأني أيضا بالأمل في التعافي. ومع سريان الدواء في عروقي دعوت الله أن يسهل علي الأمر. وفيما يخص العلاج الكيماوي، فعلى الرغم من أنه نادرا ما يسهل  تحمله على أي كان ولم أكن أنا استثناءا. آلام العظام، وأوجاع المعدة و الغثيان كانوا رفاقي الدائمين. أما وقد قلت هذا، أعتقد أن الأمر كان سيكون أسوأ وكنت شاكرة لذلك.

وأنا أكتب هذه الكلمات، أخضع للعلاج بدواء كيميائي في مرحلته التجريبية  مخصص للعلاج في المراحل المبكرة لسرطان الثدي. أردت أن أشارك، لأنه إن استطعت أن أكون الحالة التجريبية التي ساعدت في الوصول إلى هذا الاكتشاف فإن أولئك الذين سيأتون بعدي سيكونون خُلٌفي.

طوال ما مر بي  لم أفقد يوما الأمل. حرصت عائلتي وإيماني على عدم وقوع  ذلك، وأنا أتطلع إلى اليوم الذي تغدو كلماتي كلمات منتصرهزم عدو الحياة الأول.

إذا وجدت نفسك في وضعي فنصيحتي لك ألا تسمح للسرطان أن يكون أكبر منك لأنه ليس كذلك. لقد تقدم الطب ولم يعد السرطان حكما بالإعدام. كن متناغما مع جسمك ولتكن لك نظرة إيجابية لأن الاحتمال الكبير هو نجاتك.

منيرة هي امرأة بحرينية، تبلغ من العمر 27 سنة. تم تشخيص إصابتها مؤخرا بسرطان الثدي. وهي تعيش حاليا في مانهاتن، نيويورك لتلقي العلاج. يمكنكم الاتصال بمنيرة عبر البريد الإلكتروني  mneera.abdulla@gmail.com

ترجمة: وفاء أفقير

0 Shares:
Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You May Also Like