"أحتاج إلى قهوتي!"، تعبير شائع يردده كثير من الناس خاصة في ساعات الصباح. هؤلاء ببساطة يعتمدون على الكافيين لإبقائهم مستيقظين، لماذا؟

الإجابة بسيطة؛ لأنهم لا يحصلون على النوم الكافي، ليس أثناء الليل فقط بل على مدار اليوم بأكمله.

التقييل أو القيلولة هو عبارة عن النوم لفترة وجيزة خلال اليوم، عندما يكون جسمك وعقلك في فترة راحة. شعوب كثيرة تحرص على القيلولة خلال فترة منتصف النهار. كشفت دراسات مؤخرا أن الغفوة القصيرة التي لا تتعدى العشرين دقيقة لها فوائد عديدة لجميع الأعمار منها:

* تعيد إمداد جسمك وعقلك المرهقين بالطاقة.
* تجعلك تنام بشكل أفضل في الليل.
* تحسن المزاج.
* تحسن مهاراتك البصرية والحركية.
* تنقص مستويات الإجهاد والتوتر.
* تحسن ذاكرتك.
زيادة على ذلك، كشفت الدراسات أن الأشخاص الذين يأخذون غفوة بين الحين والآخر يكونون أقل عرضة بنسبة 12% للإصابة بأمراض القلب، والذين يزاولونها باستمرار هم أقل عرضة بنسبة 37% للإصابة بهذه الأمراض.

هل بإمكان عشرين دقيقة من التقييل تحقيق كل هذه الفوائد؟ في الحقيقة تستطيع أن تحقق أكثر!

دعوني أوضح أكثر، النوم عبارة عن دورة، والتقييل يحدث في أغلب الأحيان في بداية دورة النوم. في بداية الدقائق العشرين الأولى يكون النوم خفيفا وليس بذلك العمق، فهذه هي فترة التقييل. في هذه المرحلة الضحلة من النوم يبدأ جسمك وعقلك في الشعور بالارتياح.

كشفت دراسات مؤخرا أن الأشخاص الذين لا يأخذون قيلولة يعانون من ضعف في إنتاجية العمل، ونقص في الصبر، ومستوى أقل في الأداء الإدراكي. فإذا أردت إنتاجية أفضل في العمل فامتنع عن تناولك للكافيين الذي يزيد بالمناسبة من مستوى التوتر، وحاول أن تنام بشكل جيد في الليل مع أخذ قيلولة في منتصف النهار، وثق أن هذا سيحسن من تركيزك وأدائك عملك ويقلل من مستويات الإجهاد.

كيف تكون القيلولة صحيحة؟

* يجب أن تكون غفوتك في نفس الوقت يوميا.  اجعل فترة القيلولة بين 10-30 دقيقة، وفي أول الأيام استخدم المنبه، لا تستسلم للنوم العميق لأنك إذا تعمقت في النوم فسيظل دماغك في نمط النوم العميق بعد استيقاظك وستكون مترنحا.

* إذا كانت وظيفتك تتطلب منك العمل حتى ساعات متأخرة بعد العصر، فخذ غفوتك في العمل! نعم، في مكتبك على الكرسي أو الأريكة. ففي الحقيقة إن إغلاق عينيك وارتياحهما ممكن أن يعطياك منافع مماثلة لما يحصل عليه من يأخذون قيلولة.

* استمع الى موسيقى هادئة، فمن الممكن أن تساعدك على الارتياح.

* لا تكن غفوتك قريبة من وقت النوم.

* أخيرا، اجعلها عادة ثابتة.

في المرة القادمة، إذا قال لك شخص إن التقييل ما هو إلا مضيعة للوقت وسيعرقل دورة نومك، ستكون قد علمت حقيقة الأمر…. قيلولة سعيدة!

– د. ياسمين عبد الغفور  MBCHB/MRCGP
– ترجمة خليجسك

0 Shares:
Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You May Also Like