يعقد المعرض في الوقت الحالي في معرض بيت مزنة في مسقط ويتميز بعرض أعمال أربعة من الفنانين العمانيين وهم طاهرة فدا وأحمد البوسعيدي وعبد الناصر الصايغ ومازن المعمري. من الواضح أن المعرض يسعى إلى التعبير عن اللغة الفنية العمانية المتطورة وتحديدا من خلال الفنانين وإبداعاتهم.

ومن خلال دمج تأثيرات الشعر العربي والحروف العربية ومناظر وشكل الميناء البحري، المطرح، حيث نشأت وترعرعت طاهرة فدا فقد دمجت الأعمال الإعلامية من أجل تصوير عالمها الخيالي، وعلى الرغم من ذلك فإن ترتيبات المربعات والمستطيلات الموجودة في الغالبية العظمى من أعمالها تشير في الواقع إلى نقاط الصورة الرقمية ومزاوجة إبداعية فيما بين الفن التصويري التقليدي مع التجسيد الرقمي العصري، وعلى الرغم من ذلك فإن طبقات وأنسجة وتدرج لوح ألوان الأعمال مثل تلك الأعمال التي أطلق عليها اسم ذكريات من الأيام المطيرة تمنح الإذن بالدخول إلى عالم مألوف وفي الوقت نفسه غامض، والصور الأبيض والأسود التي تعود إلى الفنان أحمد البوسعيدي الحائز على عدة جوائز تختص بصورة كبيرة من دراسات حول المرأة العمانية، وقد سميت هذه السلسلة باسم "المحجبة" والتي تتكون من صور لنساء محجبات ومن ثم فإن وجوههن مغطاة بصورة خاصة مما يجعل المرء مضطرا إلى التركيز عند النظر إليهن، وتعكس تلك الصور قوة وتماسك حضور النساء اللواتي تم تصويرهن، ومن ثم فإن هذه الأعمال تدعو المشاهد إلى التفكير في جماليات سطح الصور علاوة على النص الفرعي الحاسم لتأملات المصور الشخصية وتعليقاته حول الحجاب.

من خلال تجسيد فن الخط العماني الحديث والمعاصر يقدم الخطاط عبد الناصر الصايغ أعمال تخطيط فريدة من نوعها بالألوان المائية والتي تظهر إتقان الأسلوب المستخدم علاوة على طريقة استثمار عرض لوحات الخط بجمالها الرقيق والمنساب، وفي بعض الأعمال يظهر مظهر الخط المتقن وتفاصيل الخط العربي بصورة فريدة ودقيقة في تناقض مدروس مع النماذج التحكمية والتي يحفرها الماء في اللون وعشوائية الأخير والتي تبرز القوة الممنوحة للخط.

تتخطى صور الوسائط الممزوجة المتدرجة الألوان والمزينة بقوة التي يقدمها مازن المعمري الواقع لتجتذب نظر المشاهد وذلك باستخدام تلك الألوان الخافتة، وعلى الرغم من ذلك ففي الأطر الأكبر فإن ضربات الفرشاة الواضحة والدراماتيكية وتجمعات الألوان القوية تتعارض مع لوحات من الأسطح المعدنية الدقيقة والتفصيلية والتي رسمت بعشوائية وبطريقة تبدو غير منجزة، وإن إحساس النار والحرارة المنبعث من الرسومات يستحضر تأثير بوتقة الصهر كما لو أن تلك الأعمال تجسد خبز الأفكار وتركز بصورة خاصة على عملية التحول.

ربما تعتبر الطبيعة التحولية للأفكار التي صورتها أعمال المعمري عبارة عن استعارة للتطورات التي تجري في مشهد الفن العماني والمعرض بمثابة أداة قوية لعرضها، ويعكس تمثيل أو تصوير أو تفسير أو حتى تأويل أشكال فنية مختلفة مثل التصوير والخط في معرض التعبيرات العمانية الأصوات الفنية العمانية الحيوية المتعددة والتي تشكل عالم الفن العماني المعاصر.

– بريانكا ساشيتي
– ترجمة خليجسك

0 Shares:
Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You May Also Like