.إذا بدأت للتو متابعة العمود الأسبوعي الذي تكتبه منيرة، حيث تتحدث عن رحلتها مع مرض السرطان، فيمكنك أن تطلع على الجزء الأول، الجزء الثاني، الجزء الثالث، الجزء الرابع
عشت طوال حياتي أعتمد على نفسي، أي شيئ أستطيع القيام به بمفردي أقوم به. لا زلت أتذكر ذهابي عند طبيب الأسنان لوحدي و أنا في 12من عمري. استقلاليتي كانت دائما مصدر فخر لي. وغني عن القول، أنني عندما علمت باصابتي بالسرطان لم أكن أتقبل المساعدة من أحد. كان ذلك يشعرني بالضعف و أنني لن أكون على طبيعتي. سمحت لدعم عائلتي أن يكون سببا في التوتر في البداية، وقد كان ذلك حينئذ أنانية مني لأنهم كانوا يعانون بقدر معاناتي. وجدوا هم أيضا صعوبة في تقبل الوضع وكان اشراكهم في معاناتي الطريقة الوحيدة التي تمكننا من الشعور بتحسن والتعامل مع الوضع على نحو أفضل
شيئا فشيئا بدأت بتقبل المساعدة، كنت سعيدة الحظ بوجود صديقة عزيزة أصبحت صخرتي التي أعتمد عليها طوال معاناتي، قدمت لي الدعم العاطفي و كتفا أبكي عليه. و بينما باشرت أختي الكبرى مسؤولية جمع الأوراق اللازمة وارسالها الى نيويورك، قرر والدي وأختي الأخرى السفر معي ما تسبب لي في البداية بالشعور بالذنب لاجبارهم على التغيير، وقد بقي يخالجني هذا الشعور لشهور عدة
ومن الأشياء التي منعها عني كبريائي هو طلب المساعدة عند الحاجة إليها. فمع تقدم مراحل علاجي و احساسي بالمرض أكثر فأكثر كنت مترددة بطلب المساعدة إلى أن وجدت نقسي مغمى علي بالشارع. كان ذلك بمثابة منبه لي. أنا مصابة بالسرطان ولن أستطيع مواجهة الوضع بمفردي
التمست العون من طرف المساعدة الاجتماعية التي عينتها لي المستشفى، والتي أفهمتني أن ما أشعر به شيئ طبيعي، جعلتني أدرك مكامن الخطإ في تفكيري وأرشدتني إلى كيفية التعامل مع الوضع بشكل أفضل. كان ذلك بمثابة نقطة التحول في موقفي، أدركت أنه لا يجب علي الشهور بالذنب، وأنه إن قرر أفراد عائلتي تغيير حياتهم فذلك لدعميوأن ما يجب أن أشعر به هو الامتنان
أصبحت أختي مصدر الرعاية التي أتلقاها، تسهر طوال الوقت على حصولي على الرعاية. كانت تحضر طعامي، وتذكرني بمواعيد أخذ أدويتي وتصحبني بكل زيارة للطبيب. إنها البطل الحقيقي في قصتي. فإن كنت تعرف شخصا مصابا بالسرطان، فلا تتردد في عرض المساعدة، فكثيرا ما يمنعنا كبرياؤنا من طلبها إلا أننا نحتاجها دون شك والقليل من الدعم سيشكل فرقا رحلتي لم تنته بعد وأنا أشعر بالسرور لتمكني من مشاركة قصتي على أمل أن تلهم الاُخرين. أتمنى أن يصبح كل من يقرأ كلماتي هذه أكثر وعيا بحقيقة سرطان الثدي
قضيت الست أشهر الأخيرة في قراءة وتثقيف نفسي حول المرض، أعتقد أن على جميع النساء القيام بالشيئ نفسه، خصوصا بذلك الجزء من العالم الذي نعيش فيه والذي لا يُتحدث فيه عن السرطان بالشكل الكافي. انتشار الوعي يقود الى الكشف المبكر ما ينقذ الأرواح ونحن بأجواء شهر التوعية بمخاطر سرطان الثدي: أدعو وأحث جميع النساء على القيام بالفحص سنويا. كونوا على دراية بأجسادكم. ثقفوا أنفسكم والاٌخرين و إن وجدتم أنفسكم في مكاني، شاركو قصتكم مع الاُخرين واجعلو من مساعدة الاُخرين هدفكم في الحياة. فمعاً نستطيع إحداث التغيير
منيرة هي امرأة بحرينية، تبلغ من العمر 27 سنة. تم تشخيص إصابتها مؤخرا بسرطان الثدي. وهي تعيش حاليا في مانهاتن، نيويورك لتلقي العلاج. يمكنكم الاتصال بمنيرة عبر البريد الإلكتروني mneera.abdulla@gmail.com