فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً
فالصمت في حرم الجمال جمال
كلماتنا في الحب .. تقتل حبنا
إن الحروف تموت حين تقال

ذاك الذي ملأ الدنيا وشغل الناس في النصف الثاني من القرن العشرين، لا تزل اشعاره وعبق ذكرياته تنتشر في كل مكان ومن جيل الى جيل.  فنزار قباني يعد ظاهرة شعرية في تاريخ الشعر العربي متميزاً بحس مرهف ممزوج بعذوبة وسلاسة لا حدود لها، فليس هناك من جسّد احاسيس المرأة بالكلمات كما جسدها هو في قصائده. انه الشاعر الوحيد الذي عندما تقرأ كلماته أي امرأة تشعر بأنها هي التي تتكلم، لقد عاش ومات يدافع عن النساء، فنراه يتغزل بالمرأة برقه ويهمس:  "حبك ياعميقة العينين، حبك مثل الموت أو الولادة، صعب أن يعاد مرتين" فكان يكتب الشعر بدون تفكير، بكل جوارحه ومشاعره واحساسيسه، ذاك الشاعر الذي لن يتكرر، جميل بشعره واحساسة، عفوي بصدق مشاعره، ومن أجمل ما قاله "إنني لا أشعر انني علي قيد الحياة إلا حين تتساقط الحجارة على زجاج نافذتي ففي هذه اللحظة أشعر ان جرعة الشعر التي أعطيتها للناس بدأت تتفاعل في دورتهم الدموية.. وأن الزلزال الذي كنت أحتفظ به في داخلي قد أنتقل إليهم. فعندما أنشر قصيدة ولا يرجمونني بسببها.. أشعر أنني مريض وتبدأ حرارتي بالإرتفاع".   وقال ايضاً "مازلت ادفع من دمي أغلى جزاء… كي أسعد الدنيا ولكن السماء… شاءت بأن أبقى وحيداً مثل أوراق الشتاء…" انه الشاعر الكبير والمثقف شاعر المرأة نزار قباني.

ويعتبر نزار من أهم الشعراء العرب في النصف الثاني من القرن العشرين، كون مدرسته الشعرية باقتدار وتميز واضح. فهناك العديد من قصائده أدرجت في الكتب المدرسية، وقد جمع في شعره كُلاّ من البساطة والبلاغة اللّتان تميزان الشعر الحديث، وأبدع في كتابة الشعر الوطني والغزلي. فكتب الشعر الغزلي في المرأة وكتب الشعر السياسي في الوطن، وتغنى العديد من الفنانين العرب الكبار بأشعاره فأطربوا، ولعل أبرزهم أم كلثوم وعبدالحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفيروز وماجدة الرومي وكاظم الساهر ومحمد عبد الوهاب، وأصالة وغيرهم. واكتسب شهرة ومحبة واسعة جداً بين المثقفين والقراء في العالم العربي.

نزار بن توفيق القباني ديبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في دمشق (سوريا) 21 مارس عام 1923 من عائلة دمشقية عريقة وهي أسرة قباني إذ يعتبر جده أبو خليل القباني رائد المسرح العربي. فقد ورث القباني من أبيه، ميله نحو الشعر كما ورث عن عمه أبو خليل القباني حبه للفن بمختلف أشكاله.

في 15 أغسطس 1939 كان نزار في رحلة بحريّة مع المدرسة إلى روما، حين كتب أول أبياته الشعريّة حيث كان في السادسة عشرة من عمره، ويعتبر تاريخ 1939 تاريخًاً لميلاد نزار الشعري الشعري.

وفي عام 1941 التحق نزار بكلية الحقوق في جامعة دمشق، ونشر خلال دراسته الحقوق أولى دواوينه الشعريّة "قالت لي السمراء" وقد قام بطبعه على نفقته الخاصة، وقد أثار موضوع ديوانه الأول، جدلاً في الأوساط التعليمية في الجامعة. ثم تابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديواناً أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات".

درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلاً بين عواصم مختلفة ومنها القاهرة وكان حينها في 22 من عمره وقد كانت القاهرة تشهد ذروة ثقافية وصحفيّة، وفيها طبع نزار ثالث دواوينه "طفولة نهد" الذي شكل انطلاقة له في الأوساط الثقافية المصريّة حتى بات أحد رموزها، حيث كان جريئاً جداً في عنوانه ولغته الشعريّة التي لم تكن مألوفة في ذاك الوقت. بعدها رجع لسوريا واستمر في عمله في السفارات السوريّة حتى استقال عام 1966 ليتفرغ للعمل الأدبي.

بعد استقالته انتقل إلى بيروت حيث أسس دار نشر خاصة تحت اسم "منشورات نزار قباني" وساهم في تطوير الشعر العربي الحديث إلى حد كبير. حيث تناولت كثير من قصائده قضية حرية المرأة. ويعتبر نزار مؤسس مدرسة شعريه وفكرية خاصة، فنجد ان دواوينه الأربعة الأولى تناولت قصائد رومانسية. وكان ديوان "قصائد من نزار قباني" الصادر عام 1956 نقطة تحول في شعر نزار، حيث تضمن قصيدة "خبز وحشيش وقمر" التي انتقدت بشكل لاذع خمول المجتمع العربي فاثارت ضده عاصفة شديدة .

كما أحدثت حرب 1967 منعطفاً حاسماً في حياته، إذ غيرت من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" ليدخل معترك السياسة، وأصدر عدة قصائد لاذعة ضد الحكومات والأنظمة العربية عموماً وضد حكم البعث في سوريا ومنها "عنترة" و"يوميات سياف عربي". وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.

على الصعيد الشخصي، عرف القبّاني مآسي عديدة في حياته، منها انتحار شقيقته في مقتبل حياتها، وفقدانه لوالدته التي كانت لها منزلة كبيرة في حياته وكانت علاقته بها قوية جداً، ومقتل زوجته الثانية بلقيس خلال تفجير انتحاري للسفارة العراقية في بيروت عام 1982، وترك رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند نزار ورثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها بلقيس، وصولاً إلى وفاة ابنه توفيق (17 عاما) مصاباً بمرض القلب واحدثت وفاتة صدمة كبيرة لنزار، وقد رثاة في قصيدة إلى الأمير الدمشقي توفيق قباني.

وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولاها ديوان "قالت لي السمراء" التي كتبها ونشرها عام 1944، وآخر مجموعاته "أنا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء" التي اصدرت عام 1993. وقد طبعت جميع دواوينه في مجلدات سميت "المجموعة الكاملة لنزار قباني" وقد أثار شعره الكثير من البلبلة والنقد حوله، لأنه كان يحمل كثيراً من الآراء التغريبية للمجتمع وبنية الثقافة، وقد تم تأليف العديد من الدراسات والبحوث الأكاديمية عنه وكتبت عنه ايضاً الكثير من المقالات النقدية.

وتنقل مابين باريس وجنيف حتى استقر به المقام في لندن التي قضى بها الأعوام الخمسة عشر الأخيرة من حياته حيث كان نزار يكتب أشعاره السياسية ويخوض المعارك والجدل ويحارب بسيفه "القلم" غير ابها بما يكتب عنه.. ومن قصائده الشعرية كانت مثل "متى يعلنون وفاة العرب؟" و"أم كلثوم على قائمة التطبيع" حتى وافته المنية في 30 أبريل 1998 عن عمر يناهز 75 عاما قضى منها اكثر من 50 عاماً في الحب و السياسة والثوره وترك لنا 35 ديواناً وكتاباً، من أجمل ما كتب في الشعر العربي، وشجون الانسان العربي. ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

من أعماله واشعاره الغنائية :

 دواوينه:

  • قالت لي السمراء
  • طفولة نهد
  • سامبا
  • أنت لي
  • قصائد
  • حبيبتي
  • الرسم بالكلمات
  • يوميات امرأة لا مبالية
  • قصائد متوحشة
  • كتاب الحب
  • مئة رسالة حب
  • أشعار خارجة على القانون
  • أحبك أحبك والبقية تأتي
  • إلى بيروت الأنثى مع حبي
  • كل عام وأنت حبيبتي
  • أشهد أن لا امرأة إلا أنت
  • اليوميات السرية لبهية المصرية
  • هكذا أكتب تاريخ النساء
  • قاموس العاشقين
  • قصيدة بلقيس
  • الحب لا يقف على الضوء الأحمر
  • أشعار مجنونة
  • قصائد مغضوب عليها
  • سيبقى الحب سيدي
  • ثلاثية أطفال الحجارة
  • الأوراق السرية لعاشق قرمطي
  • السيرة الذاتية لسياف عربي
  • تزوجتك أيتها الحرية
  • الكبريت في يدي ودويلاتكم من ورق
  • لا غالب إلا الحب
  • هل تسمعين صهيل أحزاني؟
  • هوامش على الهوامش
  • أنا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء
  • خمسون عاماً في مديح النساء
  • تنويعات نزارية على مقام العشق
  • أبجدية الياسمين

:في النثر

  •  قصتي مع الشعر.
  •  ما هو؟
  •  والكلمات تعرف الغضب.
  •  عن الشعر والجنس والثورة.
  •  الشعر قنديل أخضر.
  •  العصافير لا تطلب تأشيرة دخول.
  •  لعبت بإتقان وها هي مفاتيحي.
  •  المرأة في شعري وفي حياتي.
  •  بيروت حرية لا تشيخ.
  •  الكتابة عمل انقلابي.
  •  شيء من النثر.

: في المسرح

  • مسرحية جمهورية جنونستان.. لبنان سابقا (1977).

 شيخة احمد –  

0 Shares:
Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You May Also Like