هناك ظهرت، كتلة غريبة في جسدي، تساءلت: ما معنى هذا؟ الجانب المتفائل فيني أراد أن يتجاهل ذلك، لأنه لا يعقل أن يكون أمرا خطيرا، لكن الجانب الواقعي فيني أدرك أنه يترتب علي تحديد موعد مع الطبيب في أسرع وقت.
بعد الفحص، طمأنتني الطبيبة عن حالتي وطلبت مني التوقف عن القلق، قالت أنه ورم غدي ليفي وهو ورم صلب غير سرطاني، تصاب به غالبا المراهقات والنساء أقل من سن 30 سنة. وطلبت مني أيضا مراقبة أي تغيرات تحدث في جسمي والقدوم من أجل الفحص على رأس كل سنة.
مرت الشهور وتدهورت صحتي، كنت أفقد وزني، وتغيرت شهيتي، كنت دائما متعبة وأفقد الوعي في كثير من الأحيان، ذهبت لرؤية عدد لا يحصى من الأطباء، الذين لم يجدوا تفسيرا لما كان يحدث لي. كان جسمي يخبرني بوجود خطب ما، لكن ما عساه يكون؟
مرت سنة عن آخر فحص قمت به، تضاعف حجم الكتلة، فهل تنمو الأورام الليفية؟ هل يمكن أن تصبح خلايا سرطانية؟ هل يجب أن أزيلها؟ أسئلة وهموم ومخاوف كانت تجول في ذهني، كنت أعلم فقط أنه يجب علي رؤية طبيبتي مجددا.
وهكذا وجدت نفسي على طاولة الفحص مرة أخرى، لكنني لم أكن هادئة هذه المرة. لم ترد الطبيبة أن تجيب عن أي من أسئلتي قبل القيام بفحص شامل لما أصبح الآن كتلة حجمها 2 سنتيمتر. جاء التقريربعد سلسلة من الفحوص بالموجات الفوق-الصوتية وخزغات مؤلمة بالإبرة لتحصل الطبيبة على الجواب.
"إنه ايجابي" قالت الطبيبة، "ايجابي لماذا؟" أجبتها. كنت أعلم أنه كان سؤالا غبيا وكنت أعرف ما كانت تقصده ولكنني لم أكن أستوعب ما كنت أسمع، كنت بحاجة لسماعها تقول عبارة "لديك سرطان"، وهذا ما فعلت.
لدي ما يسمى بسرطان الأقنية الغازية وهو النوع الأكثر شيوعا من سرطان الثدي. تم اكتشافه في وقت مبكر نسبيا، ولن أستطيع التأكد بما فيه الكفاية على أهمية الكشف المبكر، يجب على كل إمرأة أن تأخذ مسألة التصويرالسنوي للثدي بالأشعة السينية بشكل جدي أكثر. يمكن أن ينقذ حياتك، مثلما آمل أن ينقذ حياتي..
منيرة هي امرأة بحرينية، تبلغ من العمر 27 سنة، تم تشخيص اصابتها مؤخرا بسرطان الثدي. وهي تعيش حاليا في مانهاتن، نيويورك لتلقي العلاج. يمكنكم الاتصال بمنيرة عبر البريد الإلكتروني