تتبع حدسها وهي تلج عالم الفن بشجاعة واقدام، أمينة العباسي ليست من الأشخاص الذين يتهربون من مواجهة أي تحدٍ. أمينة فنانة عصامية، نجحت في تطوير أسلوبها الفني مع الحفاظ على عملها المصرفي. تستلهم لوحاتها من موضوعات ثراتية من الثقافة العربية وتحرص أمينة على تقديمها بشكل عصري لتنال اعجاب جمهور متنوع (تصاميمها لأغطية الآيفون هي متعة بصرية!).
التقت خليجيسك مع أمينة لمعرفة المزيد عن رحلتها الفنية وآرائها حول الثقافة الفنية البحرينية.
هل يمكنك أن تحديثنا قليلا عن نفسك؟
أنا فنانة بحرينية، ولدت بسيدني، أستراليا. عشت طوال حياتي ببلدي الحبيب االبحرين. لطالما استهواني الفن، والرسم على جدران بيتنا وقد كنت متفوقة في صفوف الرسم بالمدرسة، وهكذا كانت البداية. بدأت الرسم بقبو منزلنا وجمع لوحاتي وقد حرصت جاهدة ألا يراها أحد، وبقي الرسم حلما وأنا أدرس التدبير المالي. بعد تخرجي من كلية ادارة الأعمال لم تكن الحالة الاقتصادية جيدة، مما حال دون ايجادي لعمل في القطاع المصرفي. وهكذا قررت أنه قد حان الوقت لأسعى وراء حلمي الفني. وأعتقد اليوم أن قراري ذاك كان من بين أفضل القرارات التي اتخذتها في حياتي. نظمت أول معرض لي بالرواق الفني، وهو واحد من أرقى المعارض بالمملكة، وذلك في اطار مشروع لمساعدة الفنانين الصاعدين وتعزيز قدراتهم الإبداعية. وكوني جزء من هذا المشروع كان خطوة كبيرة، فقد منحني شهرة كبرى. ومن هناك بدأت بعرض أعمالي في معارض مختلفة، واكتسبت عدد كبير من الزبائن. وقد لاقى عملي "الفن الحديث بلمسة ثراتية" اقبالا كبيرا وتلقيت طلبات لوحات عديدة، بدأت أيضا بتوسيع خط المنتج الخاص بي إلى منتجات مختلفة مستوحاة من رسوماتي، مثل أغطية الأيفون، اللآيباد وغالاكسي إس 3. كما أنني بدأت بتصميم قطع أثاث كالجدران، التي جذبت اهتمام شركات التصميم الداخلي.
ما الذي دفعك للبدء بالرسم؟ وهل تلقيت أي تكوين فني في السابق؟
لقد مارست الرسم طوال حياتي، لقد كان دائما شيئا كنت أحب أن أدمجه مع كل ما أقوم به. أنا فنانة عصامية، لم أتلق أي تكوين في المجال، لكنني أحب أن أطور موهبتي. وأنا حاليا عضوة في جمعية البحرين للفنون، ومن بين الأهداف الرئيسية وراء انضمامي هو التعرف إلى الفنانين البحرينيين الذين يشاطرونني نفس الهواية والتعلم من تجاربهم.
كيف توفقين بين عملك الوظيفي بالمصرف ومسارك الفني؟
تحقيق التوازن بين عملي في المصرف وعملي كفنانة ليس شيئا جديدا بالنسبة لي. هو تحدي بالتأكيد من حيث إدارة الوقت، ولكنه أمر تعلمت التكيف معه. شكل الرسم دائما جزءا من حياتي، بجانب المدرسة، الجامعة والعمل. أنا أوظف 100٪ من طاقتي في كل شيء أقوم به، أما الرسم فهو طريقتي الخاصة في الاسترخاء ونسيان توتر الحياة. أركز على عملي الفني بعد مغادرة المصرف. فهو أمر أقوم به غالبا في الظهيرة. وهذا ما يعني أن برنامجي قد يكون حافلا بعد يوم عملي بالمصرف، وهو ليس بالأمر السيئ.
ما هو نوع الأعمال الفنية التي تبدعينها؟
أسميت عملي "الفن الحديث بلمسة ثراتية". الأمر الذي يعكس بالضبط ما أقوم به. لوحاتي مصورة بطريقة حديثة واعتمدت في رسمها على تقنيات معاصرة، لكنها في نفس الوقت تعكس ثقافات غنية، كالثقافة البحرينية والخليجية بالخصوص. أحاول أيضا استكشاف مواضيع أخرى كالإسلامية والإفريقية والخط، الخ.
تصاميمك لأغطية الآيفون جميلة. هل هي مرسومة يدويا؟ كيف كانت ردود الفعل حولها؟
أغطية الأيفون التي أصممها هي صور مطبوعة ذات جودة عالية للوحات أصلية، وهو أكثر ملائمة من رسمها يدويا لأن الطلاء سيتلاشى مع مرور الوقت. لقد كنت أبحث عن وسيلة للاستخدام لوحاتي بطريقة خلاقة، والآن يمكنك التجول مع لوحة في راحة يديك. كانت ردود الفعل ممتازة، وقد بيعت أول دفعة بالكامل، وتلقيت العديد من الطلبات على الدفعة المقبلة. بدأ الناس بطلب لوحات مختلفة لأغطية هواتفهم، وأعتقد أن ضمهم كانت فكرة عظيمة. والمغزى وراء ذلك هو جعل عملي في متناول الجميع، إن لم يكن لوحة أو قطعة أثاث فربما غطاء.
من أو مما تستلهمين أعمالك الفنية؟كل شيء من حولي هو مصدر إلهام لي، قد يبدأ حبل الأفكار بعمل بسيط كالقيادة إلى العمل ليؤدي إلى لوحة رائعة. أحب أن أقوم بزيارة الأماكن التي ستعرض فيها لوحاتي، لأستلهم الأفكار من المحيط، ولأعمل على شيء فريد و شخصي. وتعد العادات القديمة و الثقافات مصدر إلهامي الأول، فنحن نعيش في عالم يتغير بسرعة، و أخذ شيء بسيط من ثقافتنا القديمة الغنية و تسليط الضوء عليه في حياتنا المعاصرة يخلق لوحة رائعة.
من هم الفنانون المحليون و/ أو القريبون من منطقة الخليج الذين تتخذينهم قدوة لك؟
الفنان البحريني الذي أتخذه بحق قدوة هو عباس الموساوي، أحب عمله، لمساته الدقيقة بالفرشاة لتقاليدنا البحرينية المحلية، للسوق و الملابس التقليدية، الألوان الحيوية في لوحاته، و الأهم من ذلك المسار الفني الطويل الذي رسمه لنفسه.
ما رأيك بالمشهد الفني البحريني؟ هل هناك معارض و مراكز فنون كافية للنهوض بالثقافة الفنية ؟
لقد عرف المشهد الفني في البحرين نهوضا ويعزى ذلك الى نهوض شبكات التواصل الاجتماعي كـ تويتر، انستاغرام وفايسبوك. وقد استخدم الفنانون الشباب بالبحرين هذه الوسيلة الدعائية المجانية لاظهار فنهم، وقد زادت هذه الوسيلة من فرص ظهورهم بالمشهد الفني. وساعد هذا الظهور الفنانين الشباب على كسب دعم وزارة الثقافة والمعارض الفنية وذلك عبر تنظيم مسابقات وبرامج لدعم الفنانين الصاعدين بالبحرين.
للاطلاع على المزيد من المعلومات حول أمينة العباسي ورؤية أعمالها،تفضلوا بزيارة الموقع www. aminagallery.com
– فريق خليجيسك
ترجمة: وفاء أفقير