يجف القلم وتختنق العبرات عند ذكر هرم من أهرام الفكر السعودي والذي قدم من خلال مسيرته الحافلة العديد من الإنجازات التي توالت لتكون كتاباً كاملاً عنونت فصوله بشتى فروع الأدب وأبرز مناصب الدولة وهنا نحن نتحدث عن الدكتور غازي القصيبي الذي غاب نجمه منذ عام تقريبا ولكن لازال إرثه الأدبي وأعماله الجليلة باقية وجليه كقرص الشمس في السماء.

نشاته:

 هو غازي بن عبد الرحمن القصيبي ولد عام 1940 وتوفي عام 2010، كانت سنواته الأولى في الأحساء إذ انتقل فيما بعد إلى البحرين  ثم نال ليسانس الحقوق في القاهرة وحصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا، كان شغفه للتعليم واضح من خلال تنقلاته ومثابرته الدؤوبه لنيل أعلى المراتب العلمية والمناصب في الدولة.

حياته العلمية:

تنقل بفعل حماسه والشهادات التي حصل عليها خلال فترات تعليمه المتفرقه في العديد من المناصب فقد كانت بداية رحلته العملية تعيينه أستاذ مساعد في كلية التجارة بجامعة الملك سعود بالرياض كما عمل مستشار قانوني في مكاتب إستشارية عدة لعل أهمها في وزارة الدفاع والطيران ووزارة المالية ثم ارتقى في المناصب شيئاً فشيئا حتى أصبح وزيراً للصناعة والكهرباء ثم وزيراً للصحة والمياه والكهرباء حتى انتهى به المطاف وزيراً للعمل حتى سنة 1425.

حياته الأدبية:

روض الكلمة فإنصاعت إليه وإنسابت كالبلسم على صدور الصفحات وقلوب المعجبين فقد كان شاعراً وراوياً حصد العديد من الإمتيازات لدى المجتمع السعودي أولاً ثم الخليجي فالعربي ثانياً.

من مؤلفاته الشعرية:

– حديقة الغروب

– سلمى

– ورود على ضفائر سناء

– قراءة في وجه لندن

– يا فدى ناظريك

– معركة بلا راية

– أشعار من جزائر

من مؤلفاته الروائية:

– رواية شقة الحريه

– رجل جاء وذهب

– العودة سائحاً إلى كاليفورنيا

– رواية دنسكو

– رواية ابو شلاخ البرمائي

– رواية سعادة السفير

– رواية اقصوصة الزهايمر

كتب ومؤلفات أخرى:

– الخليج يتحدث شعراً ونثراً:سير أعلام من الخليج العربي.

– العولمة والهوية الوطنية:محاضرات مجمعة عن العولمة.

– الغزو الثقافي ومقالات أخرى:محاضرات وكتابات متنوعة عن الغزو الثقافي.

وقد كانت رواية اقصوصة الزهايمر هي اخر أعماله ونشرت بعد وفاته، وما ذكر له هو فيض من غيض فالدكتور غازي اصدر العديد من الكتب روايات كانت ام دواوين شعرية كما أن معظم مؤلفاته  أحدثت ضجة كبرى حال طبعها، وكثير منها مُنع من التداول في السعودية لاسيما الروايات، ولا يزال فيها ما هو ممنوع حتى هذه اللحظة وقد يرجع ذلك لجراءة الطرح الذي كان بها وهذا ما عرف دائماً عن الشاعر غازي القصيبي.

مقتطفات من اشعاره:

أيــهـــا الــقـــوم نـــحـــن مــتــنــا فــهــيــا
نـسـتـمـع مــــا يــقــول فـيــنــا الــرثـــاءُ
قـد عجزنـا حتـى شكـى العـجـز مـنّـا

وبـكــيــنــا حـــتــــى ازدرانـــــــا الــبـــكـــاءُ

وركــعــنـــا حـــتــــى اشــــمــــأز ركــــــــوعٌ

ورجــونــا حــتــى اسـتــغــاث الــرجـــاءُ

وارتـمـيـنــا عــلـــى طــواغــيــتِ بـــيـــتٍأ

بـيـض ٍمــلءُ قـلـبـه الظـلـمـاءُ

ـــــــــــ

أأعتذر
عن القلب الذي مات
وحلّ محله حجر؟
عن الطهر الذي غاض
فلم يلمح له أثر؟
وقولي: كيف أعتذر؟
وهل تدرين ما الكلمات؟
زيف كاذب أشر
به تتحجب الشهوات..
أو يستعبد البشر.

ـــــــــــ

خـدعـوا فأعجـبـك الـخــداع ولـــم تـكــن

مـــن قـبــل بـالـزيــف الـمـعـطـر تـعـجــب

سـبـحـان مـــن جـعــل الـقـلــوب خـزائـنــا

لــمــشـــاعـــر لـــــمـــــا تــــــــــزل تــتـــقـــلـــب

قل للوشاة أتيت أرفع رايتي البيضاء

فــاســـعـــوا فــــــــي أديــــمــــي واضــــربــــوا

هذي المعارك لسـت أحسـن خوضهـا

مــــــن ذا يـــحـــارب والــغــريــم الـثـعــلــب

ومـــن الـمـنـاضـل والــســلاح دسـيـســة

ومــــــن الـمـكــافــح والـــعــــدو الــعــقـــرب

ـــــــــــ

مقتطفات من اقواله:

"يزداد تعلقنا بالمبدأ بقدر ما يزداد تعلق مصالحنا به.”

"الغرور السافر أكثر نزاهه من التواضع الكاذب.”

"العرب ظاهرة صوتية غير موزونه وغير مقفاه.”

"إن القناعة كنز تسهل الإضافة إليه ويستحيل الصرف منه.”

لقد تجلت في كلماته نبرات الصدق فأحبها معجبيه وكان مدرسة شعرية وأدبية بحق نهل منها الكثير من الشعراء المبتدئين فاتضح تأثيره في طريقة كتاباتهم وسبل نهجهم للوصول إلى تلك القمة التي تربع عليها هذا الشاعر والمفكر الكبير فإستحق بحق ذلك الحب الكبير من الجميع وهذاما اتضح عند إنتشار خبر وفاته عام 2010 بعد معاناة مريره مع المرض اذ اننا فقدنا ركيزة من ركائز الأدب وما يعزينا في ذلك هو ان مدرسته الأدبية ونهجه الفكري لازال يستحوذ على نهج الكثيرين لإمتنانهم الكبير لما قدمه.

قالوا عن غازي القصيبي:

يقول الشاعر جمال القصاص:

"لم أحظ بمقابلة الشاعر والأديب العربي د.غازي القصيبي لكنني بحكم عملي في جريدة الشرق الأوسط وعلى مدار سنوات طويلة كنت أستمتع بمقالاته التي كان يكتبها بين الحين والآخر، لقد كان رحمه الله صاحب معدن أصيل، كان له موقف وطني ناصع وهو أن العرب أصحاب حضارة ويملكون المقدرة على المشاركة بقوة في صناعة مستقبل العالم، وأنهم يرفضون دور التابع والخانع لسياسات الغرب التي يمليها وفقاً لشروطه ومصالحه السياسية والإقتصادية.”

ويقول الكاتب الروائي السيد نجم:

 "أحياناً يقع المثقف العربي فى حيرة من أمره، أمام بعض الشخصيات أو المواقف أو حتى الأخبار، منها ما شعرت به فور قراءة خبر المثقف السعودي غازي القصيبي."

ويقول فاضل ثامر رئيس الإتحاد العام للأدباء والكتاب بالعراق:

"القاص والروائي غازي القصيبي واحد من المبدعين العرب الذين اغنوا المكتبة العربية بالعديد من التجارب الروائية.”

ونقول نحن رحم الله شاعرنا ومفكرنا غازي القصيبي واسكنه فسيح جنانه وجزاه خيراً على ما قدمه  للأمة من مخزون ادبي أثرا المكتبات والعقول العربية.

– احلام معوضه القحطاني

labanda_-11@hotmail.com

0 Shares:
You May Also Like