كامرأة ترعرعت وبين يديها كتاب طوال الوقت، فانه من المستحيل أن اقضي وقت فراغي في أمر غير القراءة، لقد قرأت عدد لا يحصى من الكتب، والبعض منها أكثر من مرة و لا شي يثيرني أكثر من استلام كتاب كطرد في البريد. الكويت ممتلئة بالمطاعم، ولكنني أؤمن بان الغذاء المشبع مصدره صفحات قصة ممتعة.
حمد الزمامي كاتب كويتي ذو أسلوب شيق وهو ممن استمتعت باكتشافهم في الشهر السابق. وعلى الرغم من إن قراءة الأدب العربي ليس في دائرة اهتماماتي، لكني لم استطع من أضع كتابه جانبا، اقرأ ثم أعيد قراءة كل سطر واسمح بكل كلمة تلامس روحي.
صاحب ال ٢٥ عاما، خريج إدارة أعمال من الجامعة الأمريكية في الكويت، حمد الزمامي بدا أول كتاباته في سن ١٢. منذ ذلك الوقت بدأت موهبته تستشري في داخله، ووجد نفسه تناديه كلما انحنى قلمه مقبلا اسطر صفحات دفتره الخاص. الكتابة لحمد ليست وظيفة أو هواية، إنما شغف يملئ قلبه. إلهاما من ابسط الأشياء ومن الناس الذين يقابلهم، يطلق عقل حمد العنان لأفكار لا نهاية لها وكلمات مذهلة لتشكلان واحدة من أروع القطع الأدبية التي تصفحتها يوما. بإمكانك استشعار خلجات مشاعره في كل كلمة، ويرسم صور في أذهاننا لتتمثل أمامنا كمقطع شيق من فيلم قصير.
أصدر حمد كتابين إلى الآن و يعمل على الثالث حاليا. كتابه الأول (حبي، حبري، وكلماتي) هو عبارة عن مجموعة من روايات مكتوبة بأسلوب جميل، وقصص قصيرة بشأن القضايا الإنسانية والأخلاقية فيما يتعلق بالحب، الوطن، والشعب، وجميعها مستوحاة من منظور هذا الكاتب الموهوب. كتابه الثاني (تراتيل) يحوي شعر مرتبط بالمواضيع الرئيسية للكتاب الأول, يحيك فيها الصور البلاغية ليكون نسيج مترابط من الكلمات. من خلال كتاباته، يمكنك أن تشعر بجوهر الجمال الذي يراه في الأشخاص، الأماكن، و في أمور الحياة اليومية. تقديره لأدق التفاصيل سمة من النادر أن تتواجد فينا في مثل عالم سريع الدوران كالذي نعيشه.
إذا نظرنا إلى الأدب العربي على انه من الآداب التي تحتضر، فان أعمال حمد الزمامي ليس بالعمل الهزل . فقد لقبوه معجبيه بنزار قباني العصر الحديث، وأعماله الرائعة تثبت لنا ذلك. هو يعمل حاليا على رواية بعنوان (مدن السماء) وهي نهضة جديدة في العواطف ، وإعادة للتعريف الكلي للحب بشكل جديد. لقد قام حمد بمشاركة القراء أفكاره وبعض من مقاطع الرواية عن طريق تويتر وال فيسبوك، جاعلا من أنفسهم تواقة للمزيد إلى حين موعد إصدار الرواية. قراءة رواية حمد (مدن السماء) تخلق تساؤل في نفس الإنسان عن إمكانية وجود الحب الحقيقي والشغف في العالم الحقيقي، مبقية على سؤال واحد وهو ماذا نعمل كي نحقق هذا الهدف.
إذا لم تقم بالإطلاع على هذه الكتابات المبدعة والمتقنة، فاني أنصحك بالقيام بذلك. خذ قليلا من الوقت واجعل نفسك تنغمس في كتاباته المذهلة. أستطيع أن اضمن عدم شعورك بخيبة أمل.
– فرح بشاره