عثمان خنجي، الفنان الحائز على العديد من الجوائز والمعلم والداعم المتفاني للفنانين، يدعم ويرعى مواهبهم وإبداعاتهم باستمرار، بل ويُغنيها بخبرته. كما أنه يعمل من خلال منصبه كمرشد في برنامج الإقامة الفنية "مساحة" في معهد مسك للفنون، و منصبه كمستشار لتطوير الملف الفني في جامعة "فرجينيا كومنولث" كلية فنون التصميم بدولة قطر، على تمكين الفنانين عبر تقديم الإرشاد والتوجيه، ومساعدتهم في عرض أعمالهم الفنية على الجمهور بكافة فئاته.

ويعد الالتزام الكبير الذي يبديه عثمان لعمله في الإرشاد والتوجيه دليل حي على سعيه الدائم لمساعدة الفنانين على صقل مهاراتهم، وإعدادهم للمشاركة بالمعارض، ومتابعة مراحل قبولهم وتسجيلهم في الجامعة. بالإضافة لما سبق، أكدت مشاركته في "مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية"، و الذي عُقد مؤخراً، على مدى مساهمته في معالجة قضايا مجتمع الفن والفنانين على نطاق أوسع، مما يعزز مستوى الحوار حول التحديات والفرص التي تواجه المنطقة. وتعكس السيرة الذاتية لعثمان خنجي مدى تفانيه ومشاركته الفعّالة في رعاية واحتضان المواهب الفنية، وفي صياغة وتوجيه مسارات تطور وازدهار الفنون.

الموازنة بين المناصب المختلفة

انطلاقاً من عمله كمستشار لتطوير الملف الفني في جامعة "فرجينيا كومنولث" كلية فنون التصميم بدولة قطر، يقدم عثمان يد العون والدعم للفنانين الطموحين كي يتمكنوا من صياغة مسار مستقبلهم وتخصصهم، كما أنه يعتبر بمثابة منارة إلهام بالنسبة لهم، وذلك باستعراض تجربته الشخصية وتجارب غيره من الخريجين. وينظر عثمان إلى مختلف المناصب التي يشغلها على أنها مصادر لإثراء التجربة الشخصية. ورغم التحديات الكثيرة التي تواجهه وجدول عمله الحافل، إلا أنه يشق طريقه بنجاح نحو هدفه بما يعزز من ارتباطه بطبيعة عمله، الأمر الذي أشار إليه بقوله: "أنظر لعملي على أنه حلقة متكاملة، وقد عززت نشأتي في المنطقة هذه النظرة، التي يسود فيها مفهوم عام بعدم توفير ممارسة أي نوع من أنواع الفنون للاستقرار المالي، أو عدم تأثير هذه المهنة على المحيط بأي شكل من الأشكال، وهو ما استطعت تخطيه وبقوة من خلال عملي على نصح وإرشاد الطلاب بدخول مجال الإبداع والابتكار."

 وتطرح مشاركة عثمان كعضو في الهيئة التدريسية لدى جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا (UDST) بعداً آخر لمنصبه المتعدد الأوجه على مستوى مجتمع الفنون، فهو يقوم بتدريس برنامج "مقدمة في الفنون"، وهو مقرر يتعمق في أسس المجال الإبداعي، ويعكس جانباً من جوانب المنهج المتنوع الذي وضعه خنجي، الذي يقدر الدور الحيوي الذي يلعبه الفن والتصميم في التجارب اليومية للناس.

وتشكل هذه المناصب، بما فيها منصبه كمرشد لدى معهد مسك للفنون – والذي يقدم عثمان من خلاله التوجيه والإرشاد للفنانين ضمن فعاليات برنامج الإقامة الفنية "مساحة"، ويساهم في صقل مهاراتهم وإعدادهم للمشاركة بالمعارض – حلقة متكاملة وشاملة من شأنها تمكين عثمان من مواكبة التوجهات السائدة والصاعدة، بالإضافة إلى تقدير قيمة المساهمات والأساليب الفنية السابقة.

تعزيز وتمكين طموح الفنانين

يستضيف عثمان، من خلال عمله كمرشد في معهد مسك للفنون، جلسات فردية للفنانين المشاركين ضمن برنامج الإقامة الفنية "مساحة". تعمل هذه الجلسات على تمكين عثمان من استشراف المفهوم المميز والخاص لكل فنان، وتقديم التوجيه الأمثل وفقاً لذلك.

 كما أنه يقوم بتنظيم ورش عمل وجلسات استشارية تهدف إلى تبسيط مسار نمو وتطور الفنانين، إلى جانب مساعدتهم على الارتقاء بأعمالهم. "بصفتي موجهاً في المعهد، يتوجب عليّ إعداد النصائح الإرشادية المتخصصة، وتهيئة المواد الغنية للقراءة والتجارب السابقة الملهمة، كي أتمكن من رسم ملامح المسار الفريد والخاص بكل متدرب، وهذا التوجه يناقض تماما مسار الفصل التقليدي الذي يسير على منهج محدد، بحيث يتم تدريسه لجميع الطلاب في وقت واحد للوصول إلى نتيجة موحدة. كما أن عملي كمرشد لا يقوم على تغيير أفكارهم، بل على تمكينهم وإلهامهم لمواصلة العمل على مقترحاتهم ومفاهيمهم، والارتقاء بها بأفضل الطرق المتاحة."

وبصفته مستشاراً لتطوير الملف الفني لدى "جامعة فرجينيا كومنولث" كلية فنون التصميم بدولة قطر، يطبق عثمان استراتيجيات مختلفة من أجل مساعدة الفنانين الطموحين على إنشاء أعمال فنية جذابة، حيث يقوم بتقديم فصل خاص لتطوير الملف الفني، وذلك في سبيل مساعدة الطلاب على طرح واستعراض أعمالهم الفنية بصورة تنال قبول الجامعات. كما يشارك عثمان أيضاً في نولي العديد من مهام قسم القبول في الجامعة وذلك من خلال مشاركة مسيرته الفنية ورحلته الخاصة، لإلهام الطلاب المحتملين.

من خلال إلقاء المحاضرات وتمثيل الجامعة على الصعيدين المحلي والدولي، يعزز عثمان من مستوى الوعي بدور وقيمة الفن والتصميم في عالمنا المعاصر، فضلاً عن تشجيعه والهامه لأي شخص مهتم بمتابعة مسيرته المهنية في مجال الفنون، النقطة التي وضّحها بالقول: "معرفة الإمكانات والمسار الوظيفي الذي يقدمه التخصص الذي سيقوم الآباء بتمويله لأبنائهم الطلاب هو جُلّ اهتمامهم. لذا، أوضح لهم الدور الحيوي الذي يلعبه الفن والتصميم بشكل يومي في كل مجال من مجالات الحياة، بما فيها تصميم المباني التي نصادفها، والثياب التي نرتديها."

التغلب على التحديات وتعزيز النمو

يدرك عثمان سلسلة التحديات التي يواجهها الفنانون الناشئون خلال مسيرة تطوير أساليبهم الفنية، بما فيها الدخول إلى المرافق والمنشآت المتخصصة، والقيود اللوجستية، وفي بعض الحالات التعرض للصدمات الثقافية أيضا، الأمر الذي لمّح إليه بأنه "إذا كنت سأطلق على نفسي لقباً خاصاً، فيجب أن يكون فناناً مفاهيمياً متعدد التخصص. كما أنني دائماً ما أتساءل عمّا بإمكاني تعلمه أكثر مما تعلمت، فكلما عززت من علمي وثقافتي حظيت بالمزيد من المصادر لتثقيف وإلهام الآخرين."

ولكونه فناناً بالأساس، يساعد عثمان غيره من الفنانين التغلب على هذه التحديات من خلال برنامج الإرشاد والتوجيه الذي يديره، ويوفر لهم بواسطته البيئة التشاركية الحاضنة والداعمة والمشجعة. وكي يتمكن الفنان من "التغلب على هذه التحديات، عليه المشاركة في برنامج الفنان المقيم، وذلك كي يتعرف على غيره من الفنانين، وتعزيز علاقاته وصداقته بهم. وهنا أود الإشارة إلى أن استضافة الفنانين العالميين هي فرصة رائعة لتجربة الثقافة الجديدة والغنية للرياض، وهي خطوة جريئة وقوية من قبلهم تعززها توجيهاتنا عبر سلسلة من ورش العمل، والفصول التخصصية، والرحلات التثقيفية لاستكشاف ورصد الإمكانات الهائلة التي يحتضنها المكان."

الرؤى الفنية في منطقة الخليج العربي

شارك عثمان مؤخراً في جلسة حوارية تحت عنوان "النشاط الإبداعي والشبابي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، التي شارك خلالها رؤاه وأفكاره الخاصة حول كيفية الوصول إلى الإبداع عبر تحفيز مسارات الأعمال الفنية، وطرح مواضيع العدالة الاجتماعية، التي غالباً ما يتم تخطيها أو تجاهلها في منطقة الخليج العربي. وقد شدّد عثمان على مدى أهمية أخذ المبدعين لزمام المبادرة باحثين عن الفرص، حتى في ظل تعرضهم للرفض، حيث قال: "نصيحتي كمبدع تنحصر بضرورة اتخاذ الفنان للخطوة الأولى. ينبغي عليك الخروج والبحث عن الفرص بأنواعها، بما فيها التقديم على برامج الإقامة الفنية أو المشاركة في معارض أو التعاون مع فنانين اخرين. سيتم قبولك في بعضها، وسيرفضك بعضها الآخر، هذه هي الحياة ومسارها التعليمي الغني."

يرى عثمان بأن المشهد الفني والثقافي في منطقة الشرق الأوسط نما بوتيرة متسارعة جداً خلال السنوات العشر إلى الخمسة عشر الماضية، حيث شهدت هذه الفترة طفرةً في الفرص المتاحة أمام الفنانين والمبدعين المقيمين ضمن منطقة الخليج العربي. إلا أنه أشار بأن بعض المؤسسات لا تزال تواجه نقصاً في عدد الأفراد المبدعين ضمن كوادر عملها، رُغم توفر الفرص.

يشجع عثمان أصحاب المواهب الطموحين على البحث عن هذه الفرص والاستفادة منها، مؤكداً على استعداده التام لتقديم يد العون لهم من خلال ربطهم بشكل مباشر مع جهات الاتصال والمصادر المعنية، حيث أشار "كوني مصدر إلهام للآخرين هو مصدر سعادة بالنسبة لي، كما أنه من دواعي سروري التواصل معهم للوصول معاً إلى فرص إبداعية مثمرة.".وبالنظر إلى المستقبل الواعد للمنطقة، يرى عثمان بأن القطاع الثقافي في المنطقة يشهد عملية مستدامة من النمو والازدهار، مع وجود حيّز واسع للتفكير والتحسين والتطوير.

– مارشا عبدالغني


لمزيد من المعلومات حول جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، قم بزيارة qatar.vcu.edu


نبذة عن جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر

تأسست جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر عام 1998 من خلال الشراكة مع مؤسسة قطر ، وهي فرع من الحرم الجامعي الدولي فرجينيا كومنولث في ريتشموند فرجينيا، وهو البرنامج المصنف في أعلى مرتبة بين برامج الفنون والتصميم في الولايات المتحدة. تقدم جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر للطلاب فرصة الحصول على بكالوريوس الفنون الجميلة في كل من تصميم الغرافيك، والتصميم الداخلي والرسم والطباعة، وعلى درجة بكالوريوس الفنون في تاريخ الفن، بالإضافة إلى ماجستير الفنون الجميلة في التصميم. تعمل جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر على غرس حب التعليم والفنون في نفوس الطلاب في مجتمع نابض بالحياة ليصل إلى العالمية.


نبذة عن مؤسسة قطر – لإطلاق قدرات الإنسان

مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع (QF) مؤسسة خاصة غير ربحية تدعم دولة قطر في مسيرة تحول اقتصادها المعتمد على الكربون إلى اقتصاد معرفي من خلال إطلاق قدرات الإنسان، بما يعود بالنفع على دولة قطر والعالم بأكمله. كما تدعم الابتكار والتكنولوجيا عن طريق استخلاص الحلول المبتكرة من المجالات العلمية الأساسية. وتسهم المؤسسة أيضاً في إنشاء مجتمع متطوّر وتعزيز الحياة الثقافية والحفاظ على التراث وتلبية الاحتياجات المباشرة للمجتمع.

0 Shares:
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You May Also Like
Read More

دن‭ ‬غاليري الكويت

يضم‭ ‬معرض‭ ‬دن‭ ‬غاليري،‭ ‬المنشئ‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬٢٠١٥،‭ ‬بين‭ ‬جدرانه‭ ‬أعمالا‭ ‬لفنانين‭ ‬معاصرين،‭ ‬عارضا‭ ‬أساليب‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭…
Read More

بون ‬آب

 ‬ يعمل‭ ‬ثلاثي‭ ‬نسائي‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬سيدات‭ ‬اسكندنافيات‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬مشكلة‭ ‬الطعام‭ ‬الفائض‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬وجبة‭ ‬تلو‭…
Read More

سارة طيبة

منذ‭ ‬طفولتها‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬العاشرة،‭ ‬كانت‭ ‬الرسامة‭ ‬السعودية‭ ‬سارة‭ ‬طيبة‭ ‬تعرض‭ ‬للعالم‭ ‬لمحات‭ ‬من‭ ‬مسارها‭ ‬الوظيفي‭ ‬المستقبلي،‭ ‬حيث‭…
Read More

اينكد

اينكد‭ ‬هو‭ ‬مطعم‭ ‬لا‭ ‬يشابه‭ ‬ما‭ ‬اعتدت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬مطاعم،‭ ‬إذ‭ ‬يركز‭ ‬عبر‭ ‬أفكاره‭ ‬المتجددة‭ ‬على‭ ‬ابتكار‭ ‬تجارب‭…