كلمات و صور: إسلام عبد السلام
الترجمة العربية: أنفال المطيري

المصور إسلام عبد السلام

أدعى إسلام عبد السلام. أعيش وأعمل في القاهرة -مصر منذ أكثر من ٧ سنوات.

  لم أكن أعلم أن شغفي يكمن في الأرشفة وأنني برعت بها بالفطرة منذ نعومة أظفاري.  قمت بتنسيق ارشيف لجميع لقاءاتي وخبراتي وتشكيل شبكة ضخمة ومكتبة من الذكريات التي طالما بقيت معي ، دون أن أعلم أنه في يوم من الأيام سيكون لهذه الخطوط المرئية من الأفكار القدرة على أن تولد من عين عقلي وتنعكس منها.

إن ممارستي الإبداعية تهتم بكل ما هو حدسي في الوقت الحاضر وكل ما يتفتق عن العمل على مشروع ما. أميل إلى كل ما يثير الاسئلة حول الذاكرة والوقت والهوية واستكشاف الذات والتزامن والروحانية.

في الآونة الأخيرة، بدأت بتوظيف الوسائط باختلافها في عملية التصوير، ولا توجد متعة تضاهي رؤية تلك العناصر المختلفة تعمل معًا في وئام تام. كان النص الذي يحتوي على صور ثابتة أمرًا حاسمًا وحتميًا في عملي – إلا أن إضافة بعض الرسومات والصور المتحركة والصوت كان له من المتعة كلما اتاحت لي الفرصة لذلك.

 بدأت العمل مؤخراً على مشروع يتحدث عن علاقتنا الخاصة مع غرفنا وتطوراتها عبر الزمن – مع كل تجربة عاطفية نعيشها في تلك المساحة التي تخصنا كل يوم ، وكيف تشهد تلك الغرف نمونا وتنمو في داخلنا. لقد بدأت المراحل الأولى من هذا المشروع حتى بدون أي نص أو فكرة واضحة. طرأت علي فكرة العنوان بسرعة كبيرة في اللحظة التي بدأت بها بالحصول على أي فكرة إبداعية ومرئية عن الشكل الذي سيكون عليه هذا المشروع. "حتى إشعار آخر"، كعبارة ، تعني دائمًا المضي قدماً نحو النمو – الغموض مقترناً بالإيمان. إن الله يصوغ لنا دائمًا أفضل السيناريوهات حتى لو لم تبدو لنا أنها الأفضل في البداية. وهذا يعني أيضًا أن علاقتنا بمحيطنا ومع بعضنا البعض لا تبقى أبدًا كما هي. في الحقيقة نحن لا نملك غير الماضي والحاضر لنتحدث عما نشعر به وكيفية سير الأمور من خلالها ولكن الغد دائمًا قصة أخرى مختلفة لن نعرف عنها حتى تحدث.

"حتى إشعار آخر" هو مشروع بحث مرئي يدور حول المترادفات المتنوعة ورحلاتنا الشخصية عبر تجاربنا الخاصة مع دواخل منازلنا.

أصبح هذا المشروع هو متنفسي للهروب من مشاعري العارمة، والانغماس في تصوير الأشخاص الذين ألفتهم أثناء العمل على هذا المشروع. لطالما شعرت أنها لفتة صغيرة من الحب لهم. التعرف عليهم والاقتراب منهم بعدة طرق مختلفة، في العديد من السياقات المختلفة، ومعرفة مدى اهتمامهم العميق بالأسرة والتعرف أيضاً على رحلتهم الخاصة المتغيرة للبحث عن مساحة يمكن أن تحتضنهم.

أجد نفسي وأولئك المقربين مني دائمًا يتحدثون عن ذكرياتهم مع زوايا منازلهم وكيف أنها في تطور دائمًا وتغيير مع الوقت والخبرة. ما هو "الوطن" لكل واحد منا؟ أين يكمن التقارب والألفة التي نبحث عنها دائمًا؟

"حتى إشعار آخر "هي عبارة عن سلسلة من الصور الشخصية التي تستعرض الأشخاص وعلاقتهم بغرفهم والعكس صحيح. يتعلق الأمر بالعديد من الطبقات والكثافات داخل مساحة منزلية – ما الذي تقدمه لنا تلك الزوايا والمساحات المنزلية ومالذي نقدمه نحن بالمقابل.

إنها مذكرة بصرية تحاول إلقاء بعض الضوء على تلك التجارب البشرية من خلال توثيق يوم بسيط في حياة كل شخص عبر الصور.

يتعلق المشروع  أيضًا بالصعوبات التي مرت بها البشرية في العام المنصرم [ والتي نتجت عن جائحة كوفيد-١٩ والضوابط التي ترتبت على ذلك من حجر صحي وإغلاق وحظر تجول]، كان الجميع يلزم بيته في تلك الفترة دون أن يعلم أحد كم من المدة التي سيمكثها. 

يمكن أن تأتي هذه الصعوبات بأشكال مختلفة – سواء كانت الأسرة التي نميل إلى تجنبها واختيار قضاء الوقت مع أنفسنا، أو الخوف المستمر من عدم رؤية ما يخبئه لنا المستقبل، أو حتى عندما لا نشعر  بالتواصل مع ما يحيطنا من ممتلكات.

ومع ذلك، فإن هذا الحجر والتقييد لم يعبّر عن معناه الكامل للبعض في البداية ، لكنه تطور مع الوقت.

إن القاسم المشترك هنا هو أنه على الرغم من مدى اختلاف تجاربنا مع غرفنا وأسِرّتنا ، إلا أنها ستظل في تغير دائم. وكل من شاركنا في هذا المشروع لديه ذات الاعتقاد: تلك الممتلكات تشاركنا العيش.


جميع الصور تعد جزءاً  من مشروع إسلام عبد السلام تحت عنوان "حتى إشعار آخر" ، والذي عُرض مؤخرًا كجزء من رزنامة ٨ في CiC (مجموعة الصور المعاصرة).
ابتدأ المشروع في أواخر ديسمبر ٢٠٢٠ ، وهو مشروع لا يزال العمل قائماً عليه ومستمر. تم افتتاح رزنامة في ١١ مارس ٢٠٢١.


www.instagram.com/eslamabdelsalam_


0 Shares:
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You May Also Like
Read More

دن‭ ‬غاليري الكويت

يضم‭ ‬معرض‭ ‬دن‭ ‬غاليري،‭ ‬المنشئ‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬٢٠١٥،‭ ‬بين‭ ‬جدرانه‭ ‬أعمالا‭ ‬لفنانين‭ ‬معاصرين،‭ ‬عارضا‭ ‬أساليب‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭…
Read More

بون ‬آب

 ‬ يعمل‭ ‬ثلاثي‭ ‬نسائي‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬سيدات‭ ‬اسكندنافيات‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬مشكلة‭ ‬الطعام‭ ‬الفائض‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬وجبة‭ ‬تلو‭…
Read More

سارة طيبة

منذ‭ ‬طفولتها‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬العاشرة،‭ ‬كانت‭ ‬الرسامة‭ ‬السعودية‭ ‬سارة‭ ‬طيبة‭ ‬تعرض‭ ‬للعالم‭ ‬لمحات‭ ‬من‭ ‬مسارها‭ ‬الوظيفي‭ ‬المستقبلي،‭ ‬حيث‭…
Read More

اينكد

اينكد‭ ‬هو‭ ‬مطعم‭ ‬لا‭ ‬يشابه‭ ‬ما‭ ‬اعتدت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬مطاعم،‭ ‬إذ‭ ‬يركز‭ ‬عبر‭ ‬أفكاره‭ ‬المتجددة‭ ‬على‭ ‬ابتكار‭ ‬تجارب‭…