الفنان الأردني المولد حسان مناصرة رجل متعدد المواهب مبدع باستمرار، ولقد استخدم وسائط متعددة. على مدار العشرون عامًا الماضية اختبر وضبط نفسه لإتقان الأكريليك و الليثوغرافيا والنحت والرسوم المتحركة والرسوم التوضيحية  وغيرها المزيد. فازت رسومات المناصرة لكتاب الأطفال The Blue Pool of Questions (بركة زرقاء من الأسئلة)  بجائزة إتصالات لأدب الأطفال العربي (للرسوم) في عام ٢٠١٦، بينما فاز كتابه الآخر نوستالجيا  بجائزة كتاب العام للأطفال من قبل اتصالات ايضا في عام ٢٠١٨.

في عام ٢٠١٧ انتقل مناصرة الى قطر ليوسع أفاقه الفنية وهو حاليا فنان مقيم في محطة اطفاء الدوحة – وهي منصة ابداعية صممت لتواصل الفنانين، وتزويدهم بالفرص  وتقديمهم إلى العالم.

مناصرة يستوحي المعنى والالهام من الخبرة الإنسانية وقد عرضت أعماله في العديد من المعارض في الشرق الأوسط. وفد كان معرضه الفردي الأول في محطة إطفاء الدوحة في يونيو ٢٠١٩ "إيقاع كل يوم". وقد التقط بمهارة لمحات من مشاهد بسيطة من أنشطة الحياة اليومية مثل التسوق أو اللعب مع طفل. هذه المشاهد الشائعة التي تصورها مناصرة حاول أن يعبر فيها عن مدى العمق والتفكير من وراء التصرفات العادية الظاهرة، وهو ما يفسره على أنه: "[نميز] تميزنا نحن البشر عن الآلات أو قطع الأثاث".

نتحدث مع مناصرة عن ما يعطيه الطاقة ويغذي عملية تطوره الدائمة كفنان، وعدم نفاذ المواد منه، التحديات التي واجهها وكيف ساعدته إقامته على الازدهار بشكل مبدع.

زينب ميرزا: لقد درست هندسة ديكور بالجامعة. كيف دخلت إلى عالم الفن؟

حسان مناصرة: بصراحة، لم يكن قراري لدراسة التصميم الداخلي خيارًا واعًيا أو مدروسًا. لطالما كانت لدي رغبة في دراسة الفنون الجميلة وفي يوم من الأيام  أصبح صوتي الداخلي يحثني على القيام بذلك وقد أصبح الصوت أعلا وأكثر إلحاحًا. لذلك خلال الفترة التي كنت أدرس فيها التصميم الداخلي ذهبت لأخذ دروس مسائية  (الرسم والنحت) في معهد الفنون الجميلة في الأردن.

ز.م.: كيف قمت بتطوير أو صقل المهارات الفنية الخاصة بك؟ من الذي أثر على فنك وأين تستمد إلهامك؟

ح.م.: أنا أعتبر نفسي شخص ذو خبرة ، وشخص ملتزم و منضبط في مختلف الخبرات الفنية. أستخدم هذا الانضباط لتأجيج رؤيتي وإنجاح عملي واغتنام أكبر عدد ممكن من الفرص لدفع عملي إلى الأمام. وقد ساعدني وجود تاريخ من التجارب الفنية المختلفة لدي في تطوير منظور معين، وصقل مهاراتي وجعلني أمتلك أدوات مختلفة كفنان.

على نطاق أوسع ، مصدر إلهامي الأول هو التجربة الإنسانية. إنه الأصل والمحرك الرئيسي في إنتاج أعمالي الفنية. أحاول دائمًا أن يكون عملي على اتصال مباشر بالإنسان أو على الأقل يدور حوله. يقف الإنسان دائمًا في وسط المعضلة. هذه هي الأسئلة الوجودية التي تبلغ أسلوبي الفني. في بعض الأحيان أشبه أعمالي بمرآة تستمد وجودها وطاقتها مما تعكسه. أقوم بإنشاء النموذج الفني الخاص بي من المشاهدة باهتمام ومن تسجيل وتذكر الأحداث والمواقف المعقدة من حولي. لقد حولت نفسي في السنوات الأخيرة وقمت بتطوير قدرتي على تسجيل ما يحدث من حولي تلقائيًا وتحويله إلى شكل أو مادة تجسد المشاعر التي يصعب شرحها بلغة واضحة. أحدد هذه المشاعر المعقدة على سطح قماشتي أو أي سطح أو وسيلة أختار التعبير عن نفسي من خلالها. إنها عملية معقدة – تركيبة معقدة من تجارب الطفولة الخارقة والبسيطة.

عملية التطور رغم كونها شخصية،  يتم التخطيط لها بوعي بملايين الطرق المتداخلة السخيفة والمهمة، وهي تمنحني القدرة على تحديد موقعي فنيا من الخطوط والمنحنيات والألوان إلى الوجوه والمواقف والمناظر الطبيعية. خطة عملي في بداية أي مشروع تتطلب مني أن أظل في حالة تأهب للمعنى أو الواقع المنقول للموضوع الذي اعمل عليه، وأن أربط الطبيعة المتحركة والمتناوبة للموضوع الذي أصوره  بالواقع الثابت أو لحظة انعكاس لوحة أو رسم أو عمل فني.

ز.م.: معظم الفنانين يستغرقون سنوات عديدة لتطوير أسلوبهم الخاص لكن يبدو أنك طورت العديد منها، نستطيع أن نرى ذلك من خلال  لمحة بسيطة عن أعمالك. إن عملك فريد ومميز، سواء كان ذلك  عن طريق رسوم إيضاحية لكتب الأطفال أو الرسومات البسيطة أو الرسوم الهزلية أو حتى صورتك الذاتية. كيف قمت بصقل هذه الأساليب؟

ح.م.: لقد استغرقتني أيضا عدة سنوات لتطوير ما لدي من مهارات. ما يمكنك القيام به خلال نصف ساعة أو ساعة فقط استغرق مني ٢٠ عامًا من العمل المتواصل، سواء من خلال الرسم أو النقش أو الرسوم المطبوعة (كتب الأطفال) أو الرسوم الهزلية والرسوم المتحركة. بعد التخرج في عام ٢٠٠٠ انسحبت إلى عزلتي ومارست الرسم لمدة أربع سنوات تقريبًا كفنان. كنت حزينا خلال تلك المدة لأنني كنت عاطلا عن العمل، لكنني تمكنت من بيع بعض اللوحات.

في عام ٢٠٠٥ ، حصلت على أول تجربة لي في الرسوم المتحركة ، وكانت المرة الأولى التي أتعامل فيها مع القصص المصورة والإخراج. لقد تمكنت من دخول عالم كتب الأطفال والكتابة من خلال الرسوم المتحركة.

لقد تعلمت واكتسبت المهارات اللازمة لعملية الطباعة في المتحف الوطني الأردني، وبحلول عام 2006 كان لدي معرضي الأول والذي تكون من ٢٥ عملًا من الطباعة الحجرية وعمل واحد من الحديد.

بالنسبة إلى عادتي اليومية في الرسم، لدي العشرات من كراسات الرسم في مكتبتي في عمان (الأردن) وفي الدوحة (قطر). لقد أكملت ستة كراسات رسم حتى الآن و لم أتوقف أبدًا عن حمل كراسة  في كل مكان، وأنا أعتبرها ملكية خاصة وحميمة جدا ولديها القدرة الفريدة على كشف موهبتي من خلال كتابة ورسم أفكاري كما هي دون أي تغييرات أو تعديلات. من كراسة الرسم الخاصة بي يمكنني إعادة النظر في الأفكار، ومن هناك أستطيع أن أقوم بمراجعة وتعديل وتطوير أفكار لمشاريع تتجاوز رسوماتي اليومية.

ز.م.: كيف تصف الحياة كفنان أردني في دول مجلس التعاون العربية؟

ح.م.: ما لاحظته من خلال إقامتي في الدوحة هو أن العمل الفني غني جدًا وفي حالة حركة مستمرة وتطور مستمر. هناك الكثير من المنصات والأنشطة والفعاليات التي تهدف إلى دعم وعرض الأعمال والانجازات المتنوعة لأولئك داخل المجتمع الفني والإبداعي. تحدث هذه المبادرات والفعاليات في جميع أنحاء الدوحة بحيث يصعب توفير الوقت لحضورها كلها. هناك حماس واهتمام واضح بالفن والسينما والموسيقى. تعد هذه الكثافة والتنوع في الإنتاج الثقافي والفني مؤشرا على وعي قطر بقيمة الفن وتأثيره على المجتمع ووظائفه، وهو ما يمثل ويحفظ الذاكرة الجماعية لتاريخ قطر ووسائل التعبير الحالية.

ز.م.: كون المرء فنانا يعد تحديا في أي جزء من العالم وخصوصا  في منطقة مثل دول مجلس التعاون الخليجي حيث أن الفن مازال في مرحلة التطور. ما هي العوائق التي واجهتك في رحلتك الإبداعية؟ متى حصلت على فرصتك الكبيرة؟

ح.م.: : العقبات والتحديات موجودة في طريق كل شخص، قد تكون هذه عقبات مادية أو تقنية ولكن الشيء المشترك بينهما هو أن هناك دائمًا طريقة للتغلب عليها. ومع ذلك عندما أفكر بشكل أعمق في الإجابة على هذا السؤال، أجد نفسي أفكر بعمق أكثر في ميلي الى وشغفي برسم أفكاري وصياغتها. هذا الالتزام بالفن هو الذي يساعدني في التغلب على شلل العمل ، أو الافتقار إلى الإلهام لخلق عمل جديد.

العقبة الحقيقية الوحيدة التي تواجهني دائمًا هي الوقت وهو شيء ليس لدي أي سيطرة عليه ويبدو أنه ينفد دائمًا. في بعض الأحيان أتمنى أن أتمكن من شراء الوقت. أشعر دائمًا بأنني أقاتل مع الوقت لإنجاز أكبر قدر ممكن من العمل، من اللوحات والمنحوتات والكتب والرسوم التوضيحية ، إلخ. استراتيجيتي الوحيدة في قتال الوقت هي الاستمرارية وتحقيق أكبر قدر ممكن من العمل والأفكار في جميع المتغيرات دون توقف.

ز.م.: بصرف النظر عن إقامتك الحالية والتي سنتطرق لها بعد قليل، ما هي المعارض والأحداث والمنصات الأخرى التي شاركت بها؟

ح.م.: أثناء إقامتي في الدوحة كنت جزءًا من معرضين جماعيين مع معرض المرخية ومعرض جماعي في المطافافي. هناك أيضًا خطط مستقبلية لإنشاء ورش عمل للمبتدئين وورش عمل لكتب الأطفال بعد صيف عام ٢٠١٩ بالتعاون مع برنامج إدارة التعليم بمتحف قطر الوطني. أتوقع أن تكون الأيام القادمة مشغولة بالنسبة لي ، وسأبذل قصارى جهدي للعمل من أجل خلق المزيد من الأعمال الفنية وإنجاز المزيد من المشاريع في المستقبل.

ز.م.: أنت أيضا مقيم في محطة إطفاء الدوحة. كيف كانت حتى الآن؟ وكيف ساعدتك على الصعيد المهني؟

ح.م.: لقد كنت سعيدًا جدًا عندما تم اختياري من بين العديد من الفنانين الأخرين لأكون فنانًا مقيمًا في محطة إطفاء الدوحة (٢٠١٨-٢٠١٩). كنت قد انتقلت لأول مرة إلى الدوحة في صيف عام ٢٠١٧ ، لذلك كانت إقامتي في محطة الإطفاء بمثابة أول اتصال حقيقي لي مع تجربة الفن والمجتمع الإبداعي في الدوحة.

في الأساس ، ما تقدمه محطة إطفاء الدوحة هو دعم للفنانين المقيمين على جميع المستويات. تهدف المحطة إلى تزويد الفنانين بالشبكات والقنوات المناسبة للفنانين لتطوير أعمالهم وعرضها وإظهار أعمالهم للعالم. إقامتي هي جزء من برنامج يتكون من عدة عروض، تشمل استضافة عروض الفنانين ، واستضافة المناقشات ، وتشكيل معارض جماعية. ساهمت هذه المهام حقًا في تطوير تصوري الفني  بالإضافة إلى التعريف بالفنانين القطريين والفنانين من الجنسيات العربية المختلفة. كل فنان لديه مجموعة مختلفة وفريدة من الطموحات ومصادر الإلهام وهوية مصقولة. تتعلم فيها من مراقبة فنانين آخرين من حولك ، وهي تجربة سوف تفوت على كل فنان معزول بالاستوديو الخاص به.

إن محطة إطفاء الدوحة هي مساحة مرتكزة على الوجود وتحسين التعبير الفني للشخص، خالية من أي الهاءات خارجية. لذلك فإن المحطة هي مساحة أستطيع فيها تطوير مهاراتي وقدراتي الفنية. وقد منحتني الفرصة لتقديم فني إلى منطقة غير مألوفة مع أعمالي. ضمن مساحة الاستوديو التي حصلت عليها ، تمكنت من إكمال ٦ أعمال على لوحات كبيرة وأكثر من ١٦ قطعة متوسطة وصغيرة تم عرضها مؤخرًا في معرضي الفردي في محطة الإطفاء.

بالنسبة لمساهماتي في المعرض الجماعي في نهاية إقامتنا، فقد أكملت تركيب قطعة فنية بمساعدة اثنين من الفنيين مصنوعة من الحديد تقف على ثلاثة أمتار ونصف وطول مترين وعرض متر واحد.

أعتبر نفسي محظوظا جدا لأكون واحدا من الفنانين الذين أقاموا في محطة الإطفاء. إنها تجربة فريدة في رحلتي الفنية، فلقد جعلتني مهنيا أعود الى اللوحات والمشاريع الفنية بوقت كنت فيه مركزا أكثر على عمل الكتب والكتب الهزلية. أنا فعلا أعتقد أن هذه التجربة سوف  تنتج لي المزيد من الأعمال في المستقبل.

ز.م.: انطلاقًا من أعمالك المتنوعة يبدو أنك تمتلك مجموعة واسعة من الاهتمامات والخبرات الفنية. من أبرز ما يميزك أنك كنت المدير الفني المساعد لسلسلة الرسوم المتحركة بينك بانثر اند بالز (النمر الوردي وأصدقائه)  من ٢٠٠٨-٢٠١٠. كيف وجدت نفسك في الرسوم المتحركة وكيف كانت التجربة بالمقارنة مع الأعمال الأخرى التي قمت بها؟ ما الذي جعلك تقرر المضي قدمًا؟

ح.م.: أول تجربة لي في مجال الرسوم المتحركة كانت في عام ٢٠٠٥. في ذلك الوقت ، كنت أعلم أنني أردت بدء مهنتي كفنان ، لذلك اعتقدت أن الرسوم المتحركة كانت بداية جيدة. أول مكان توظفت فيه هو شركة رسوم متحركة أردنية حيث أتيحت لي الفرصة أن الاحظ وانشغل في عمل أولئك الذين لديهم خبرة أكبر بكثير مما كان لدي في ذلك الوقت. من هناك قمت بالتبديل بين مصمم الشخصيات ، ورسام الخلفية ، وفنان الرسوم المتحركة حيث ساعدت في إنتاج الرسوم الكاريكاتورية الأردنية والعربية مع بقية الفريق الإبداعي. كان العمل في تلك الشركة  مع فريق من الخبراء تجربة قيمة لشخص في بداية حياته المهنية. في النهاية تم شراء الشركة وأصبحت شركة ام جي ام كما أن جودة وإنتاج فريق عملنا من المحترفين لم يتصاعد إلا من هناك. بدأنا في الإنتاج وأصبحنا جزءًا من مشاريع كبيرة الحجم وتم إصدارها على نطاق عالمي. في غضون ما يقارب الـخمس سنوات انتقلت بين العديد من المسميات الوظيفية والمهام، حتى وصلت إلى منصب المدير الفني المساعد في الرسوم المتحركة النمر الوردي.

العمل في مجال الرسوم المتحركة ، وخاصة في الأعمال و الإنتاجات  الكبيرة الحجم والوقت ، يستغرق إنتاجها سنوات من بداية ونهاية المشروع الذي يتم تنفيذه بين ثلاثة فنانين أو أكثر، من رسام الرسوم المتحركة الخام، إلى فناني التعديل، ورسامي الألوان. لقد علّمني العمل في مثل هذه البيئة كيف أحترم الرؤية المشتركة بين الفريق الذي يعمل معًا للوصول إلى نقطة النهاية نفسها بغض النظر عن مدى تبعثر هذا الفريق في شتى أنحاء العالم.

الرسوم المتحركة هي عبارة عن حرفة وفن ملموس، هي نشاط لإنشاء وتطبيق المهارة. الرسوم المتحركة هي عملية صارمة للغاية وملتزمة بعملية الإنتاج و تشحذ مهاراتك في اتخاذ القرارات السريعة والإدارة الفنية. سمحت لي تجربتي في الرسوم المتحركة بالتعامل مع النص وتوضيح القصة الروائية والإسراع بأساليب الإنتاج. من هناك  بدأت أركز على مشاريعي الشخصية ، مثل كتابة ورسم رسوم هزلية لنشرة الأخبار الخاصة بي ونشر عملي كفنان للرسوم الهزلية في مهرجانات للرسوم الهزلية الدولية مثل: إنترناسيونال كوميدي-صالون إرلانجن ، مهرجان أنغوليم الدولي للكاريكاتير ، مهرجان القاهرة الهزلي ، المهرجان الدولي ديلاباندي ديسيني دي ألغر ، FIBDA ، بالإضافة إلى ذلك ، شاركت في عدد من المعارض الفنية في سويسرا وإسبانيا والمغرب. في هذا الوقت بدأت العمل على كتب الأطفال.

ز.م.: ما هي طريقتك لرسم  كتاب للأطفال؟ ما مدى مشاركة الكاتب في عملية الرسم؟

ح.م.: لقد كتبت أول كتاب للأطفال في عام ٢٠١٠ ونشرته من خلال دار نشر أردنية. لقد كان الدخول إلى عالم كتب الأطفال والرسوم التوضيحية تجربة رائعة. مع مرور الوقت وبعد الانتهاء من بعض الكتب اكتسبت المهارات والخبرات اللازمة للتنقل في هذا المجال. تعلمت أن أرسم للأطفال في نفس مستوى الحماس والروح العالية الذي أرسم فيه للكبار. أعني بذلك أنني أحاول قدر المستطاع استحضار نفس الوزن والصوت والتأثير من خلال الرسوم  للأطفال كما تفعل الكلمات الموجودة في الكتب النصية لجمهور بالغ. من ناحية إنتاج النص، فإن الرسومات ليست مجرد تكرار وترجمة للكلمات من كتاب الأطفال، فهي ليست عادية ولكن لها نسخ خاصة بها من التفسير بالتوازي مع النص. أحب أن تتحدث هذه الرسوم مع الواقع الملموس للطفل وخياله  وأن تكون جذابة للطفل كقطعة فنية قائمة بذاتها.

لهذا السبب ، أنا أنتقي بشكل خاص أنواع القصص التي أعمل بها و الكتاب والناشرين الذين أعمل معهم. أقوم بتطوير علاقة ودية للغاية مع من أعمل معهم على مستوى مهني.

في الواقع ، اختار القصص بعناية فائقة وأتعامل مع عدد قليل من الكتاب والناشرين الذين أفتخر بعملهم. يجب أن يوازي اتجاههم الإبداعي و حساسياتهم الفنية مفاهيمي والمعنى والتقدير الذي أعلقه على الرسوم التوضيحية لأطفالي، كما يجب تقدير القدرة على ربط سياق الصورة بسلاسة مع النص.

ز.م.: بالنسبة لأولئك الفنانين الصاعدين في المنطقة الذين يرغبون في القيام بما تفعله، هل كان من الصعب عليك أن تركز مسارك المهني على مهنتك الفنية؟ هل كان لديك أو هل لديك شبكة أمان مهنية؟ هل وجدت أن الحياة المهنية في مجال الفن هي  مهنة مربحة في دول مجلس التعاون الخليجي، أم أنك لا تزال تواجه بعض المصاعب، إذا كان الأمر كذلك ، فما هي؟

ح.م.: لست متأكدًا مما إذا كان بإمكاني التحدث عن التجارب الشخصية لجميع الفنانين. لا أدري إن كان هناك شيء يقال بشكل عام للفنانين الصاعدين. كل واحد منا لديه رحلته الإبداعية الخاصة به وظروف معينة للتعامل معها. لكن ما يمكنني التحدث عنه هو مسؤولية كل فنان تجاه حرفته. باختصار، يجب على كل انسان المضي قدما بأعمالهم المهنية المبدعة، ويجب عليهم ممارسة حرفتهم. وإمضاء الكثير من الوقت بالعمل عليها. الفنان الجاد يجب أن يكرس الكثير من الوقت لحصد النتائج وهي تضحية لا يستطيع الكثيرون عملها.  لا تزال تجربتي كفنان في إحدى دول مجلس التعاون الخليجي في مهدها، وهي تتقدم بشكل سلس. جميع الدلائل تشير إلى أنها بداية جيدة ، وآمل أن تتاح لي الفرص في المستقبل لإكمال وعرض المشاريع الفنية التي أفتخر بها، وأنا متأكد أنه هدف يسعى كل فنان إلى تحقيقه. 

ز.م.: ما هو الشئ  الذي تتمنى لو عرفته قبل تعمقك في الفن والذي كان ممكن أن يجعل من مسيرتك الفنية أسهل؟ ما هي النصيحة التي تود أن تعطيها لفنان يحاول أن يبدأ مسيرته الفنية في المنطقة اليوم؟

ح.م.: يجب أن يعرف الفنان نفسه أولاً، وأن يكون صادقا مع نفسه. يجب على الفنان معرفة المشكلات التي تثير اهتمامه ووضعها في عمله، أي المشكلات التي يريد معالجتها من خلال عمله. على نفس المنوال،  يجب على الفنان أن يعرف ما هي مصادر سعادته أو بؤسه – وأن يسأل نفسه دائمًا لماذا؟ ومن هذا الإدراك الذاتي ، يمكن للفنان أن يستخرج الشكل المناسب أو الخاص به من أشكال التعبير الفني. أسلوب فني وصوت فني، سيبنيان له مسيرته المهنية ويطوران رحلته الفنية الواسعة.

ز.م.: ماهي المشاريع الأخرى التي تعمل عليها؟

ح.م.: أنا على وشك إكمال معرض شخصي يسمى "إيقاع كل يوم". لقد كنت أعمل في مشروع طويل الأجل لسنوات ، وهو كتاب للأطفال ولقد قمت بأخذ هذا الوقت الطويل عمدا لأنني أريده أن يكون مثالي.

لقد بدأت في الرسم والتخطيط لمعرض شخصي قادم. سيستند على الأعمال الحديدية باعتبارها انعكاسًا للتجربة التي اكتسبتها من خلال إقامتي الحالية في محطة الإطفاء. أحاول أيضًا حاليًا نقل معرضي الحالي في محطة الإطفاء إلى بلدي الأردن مع وجود خطط لعرضه في بلدان أخرى أيضًا.

ز.م.: ما جديد حسان مناصرة؟

ح.م.: إنتاج المزيد والمزيد من الفن..

ظهرت نسخة من هذه المقالة في منشور خليجسك ، إصدار سبتمبر ٢٠١٩.

كلمات: زينب مرزا
الترجمة العربية: جيهان مريش
الصور: حسـان مناصرة ، اسلام أمين

https://www.behance.net/manasrah

0 Shares:
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You May Also Like
Read More

دن‭ ‬غاليري الكويت

يضم‭ ‬معرض‭ ‬دن‭ ‬غاليري،‭ ‬المنشئ‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬٢٠١٥،‭ ‬بين‭ ‬جدرانه‭ ‬أعمالا‭ ‬لفنانين‭ ‬معاصرين،‭ ‬عارضا‭ ‬أساليب‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭…
Read More

بون ‬آب

 ‬ يعمل‭ ‬ثلاثي‭ ‬نسائي‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬سيدات‭ ‬اسكندنافيات‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬مشكلة‭ ‬الطعام‭ ‬الفائض‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬وجبة‭ ‬تلو‭…
Read More

سارة طيبة

منذ‭ ‬طفولتها‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬العاشرة،‭ ‬كانت‭ ‬الرسامة‭ ‬السعودية‭ ‬سارة‭ ‬طيبة‭ ‬تعرض‭ ‬للعالم‭ ‬لمحات‭ ‬من‭ ‬مسارها‭ ‬الوظيفي‭ ‬المستقبلي،‭ ‬حيث‭…
Read More

اينكد

اينكد‭ ‬هو‭ ‬مطعم‭ ‬لا‭ ‬يشابه‭ ‬ما‭ ‬اعتدت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬مطاعم،‭ ‬إذ‭ ‬يركز‭ ‬عبر‭ ‬أفكاره‭ ‬المتجددة‭ ‬على‭ ‬ابتكار‭ ‬تجارب‭…