يعمل ثلاثي نسائي مكون من ثلاث سيدات اسكندنافيات على حل مشكلة الطعام الفائض في الإمارات وجبة تلو الأخرى. تطبيقهم الذي تم تدشينه في يناير من هذا العام يحول دون إهدار المطاعم لأكوام من الطعام الفائض من خلال توفير مجموعة كبيرة من الزبائن الراغبين في الحصول على هذا الطعام بسعر مخفض. النتيجة؟ ترتفع مبيعات المطاعم، يحصل الزبائن على نفس الطعام الذي يقدم في هذه المطاعم بأسعار زهيدة جدا، و ينخفض معدل الطعام المهدور في الإمارات بشكل عام، كله بفضل تطبيق بون آب.
تشكل مشكلة الطعام الفائض في الإمارات قلقا متزايدا. "يهدر ثلث الطعام المعد في مطاعم الإمارات يوميا، وتقدر قيمة الطعام المهدور بأربعة مليار دولار أمريكي سنويا،" تقول مالين ديلين، إحدى مؤسسات التطبيق.
جاء الإلهام للثلاثي من خلال حملة ZeroFoodWaste# التي شنتها حكومة دبي وكذلك بنك الإمارات للطعام، فقام الثلاثي المحب للأكل بإعداد خطة تقوم على منطق تجاري و لكن تخدم مسألة الطعام المهدر في الآن ذاته. لحسن الحظ، تملك كل من السيدات الثلاث مجال تخصصها الخاص، فتسد كلا منهن حاجة من حاجات المشروع بطريقة مختلفة: فلدى مالين هوس غريب بالأرقام، و لدى آليس كابولي عين للتفاصيل و التصميم، أما بالنسبة لإيريكا دينتري فلديها الحماس بالإضافة إلى خبرتها في مجال التسويق.
دشن التطبيق بعدها بشهور. كان هناك ترددا في البداية من قبل المطاعم، و لكن سرعان ما أصبح التطبيق متداولا بين محبي الأطعمة. قرروا تسميته بون آب لسببين، أولهما اختصارا لعبارة بون أبتيت، و ثانهيما لأن المسمى يعني "التطبيق الطيب" بالفرنسية.
يقوم بون آب على مبدأ بسيط. تقوم المطاعم باستخدام التطبيق لعرض المأكولات التي لم يتم بيعها بأسعار مخفضة. يستطيع مستخدمي التطبيق التعرف على المطاعم التي توفر هذه الخدمة في منطقتهم بالإضافة إلى أسعار المأكولات. عندما يختار المستخدم الطبق الذي يريده، فإن عليه الدفع من خلال التطبيق الذي سيوفر له كود خاص يريه لعاملي المطعم ليحصل على طعامه بالسعر المخفض المتفق عليه. "مع بون آب، يستطيع الجميع أن يساهموا في حل مشكلة الطعام الفائض، و أن يشعروا بالرضا عن أنفسهم بسبب هذه المساهمة، و أن يوفروا أموالهم في الوقت ذاته،" تقول مالين.
على الرغم من خطتهم الرائعة، لم يكن تحقيق المشروع بالأمر السهل بالنسبة للمؤسسين. "تأسيس أي شركة صغيرة يشكل تحديا في البداية،" تقول مالين. "بالنسبة لنا وجدنا صعوبة في إيجاد شركاء ليبيعوا طعامهم الفائض من خلال التطبيق في البداية، و لكن تدريجيا شاهدنا العقليات تتغير والآن تتواصل معنا العديد من المطاعم راغبين أن يكونوا جزءا من بون آب."
ردود أفعال سكان دبي كانت مدهشة من البداية، و كما أنهم كانوا ينتظرون أن يصمم أحدهم مثل هذا التطبيق. "إننا متأثرون جدا باستجابة الزبائن في دبي،" تقول مالين. "و نشعر أن الناس يريدون اتخاذ قرارات ذات تأثير إيجابي على المجتمع و العالم بأكمله، لكن لا تسمح لهم دائما الفرصة بذلك."
حاليا يمتلك بون آب خمسة آلاف مستخدم فعال و العدد مستمر بالتصاعد بشكل يومي. يخطط الثلاثي للتوسع إلى أبوظبي في سبتمبر، و من ثم إلى الإمارات بأكملها في نهاية العام.
و على العكس مما قد يظنه البعض، فإن خدمات بون آب لا تقتصر على تقديم الوجبات بطريقة "السفري،" فمعظم المطاعم تسمح للزبائن بتناول أطعمتهم مخفضة الثمن في المطعم كما لو كانت وجبات عادية. كما أن بون آب تعمل حاليا على تدشين خدمة التوصيل للمنازل، و الذي من المفترض أن تكون جاهزة مع نهاية العام. "سيتوفر للزبائن المزيد من الجهات و الصفقات ليختاروا منها حيث أننا سنرى زيادة في عدد شركائنا من المطاعم في المستقبل القريب،" تقول مالين. "كما أننا سنرى المزيد من المواد الغذائية من البقالات تعرض على التطبيق قريبا."