كلمات: سايرا مالك
الترجمة العربية: أسيل ميرزا
الصور: سلطان سعود القاسمي

 يعد مؤسس مؤسسة بارجيل للفنون — سلطان سعود القاسمي— كاتب صحفي و باحث إماراتي، و من أهم ما يميزه هو كونه مواطن عالمي. بعد أن قضى فترة حياته في مسقط رأسه في الشارقة بالإضافة إلى أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية لمتابعة مسيرته الأكاديمية، لم يجعله ذلك يتمتع بفهم عميق و حب للفن و الثقافة فحسب، بل يعتبر كذلك أحد أكثر الشخصيات الفنية العالمية تأثيراً من العالم العربي. 

كان المجلس الثقافي إحدى مبادرات القاسمي الشخصية التي أسسها خلال فترة حياته التي قضاها في الخارج لتعزيز الحوار و تبادل الأفكار بين المبدعين، و الفنانين، والمفكرين، والطلاب العرب. حيث أن الجو الذي يغلب عليه طابع الألفة مستوحى من ثقافة المجلس في وطنه. و التي هي عبارة عن مساحة جلوس تقليدية حيث يلتقي فيها مجاميع من الأشخاص لتبادل الحوارات الاجتماعية و السياسية و الترفيهية و المهنية. لكن تم إيقاف هذه الاجتماعات المنظمة بشكل مفاجئ مع بداية جائحة كوفيد-١٩. 

استضاف سلطان سعود القاسمي معالي وزيرة الثقافة الإماراتية نورة الكعبي في حوار عبر المجلس الالكتروني الثقافي في ١ أبريل ٢٠٢٠

مع توجه العالم نحو استخدام زووم (Zoom)، اتبع المجلس الثقافي نفس النهج و ترتب على ذلك فتح هذه التجمعات الحصرية للمشاهدين من جميع أنحاء العالم للانضمام لهذا التبادل بين الأكاديميين البارزين و الشخصيات الإبداعية المؤثرة من الإقليم العربي و خارجه كذلك.

من خلال إجراء مقابلة مع الفنان المغربي الراحل محمد المليحي في أغسطس ٢٠٢٠ إلى تقديم الفنانة السودانية كمالا إسحاق، اجتذبت هذه الفعاليات الأسبوعية جمهوراً كبيراً يتوق للمشاركة و أن يكون جزءًا من هذا الحوار.

و لقد حضينا بشرف إجراء هذا الحوار مع القاسمي في ما يتعلق بمنصة المجلس الثقافي الخاصة به، و التي كانت مصدر إلهام للعديد من الفنانين و المبدعين خلال فترة الحظر.

ناقش عمر أوفندم كيف تمكن من تطوير مزج خاص من موسيقى الهيب هوب والشعر العربي كحلقة وصل مابين الانقسامات الثقافية وذلك في المجلس الثقافي بواشنطن العاصمة في ٢٤ نوفمبر ٢٠١٩

سايرا مالك (س.م.): ما هي الفرضية الأولية لتجمعات المجلس الثقافي التي استضافتها مدن مختلفة حول العالم؟

سلطان سعود القاسمي (س.ال-ق.): عند انتقالي للعيش في الولايات المتحدة الأمريكية في عام ٢٠١٨، استشعرت وجود حاجة لمساحة ثقافية تتيح للأشخاص من الوطن العربي و شمال أفريقيا بالتجمع و مناقشة المواضيع المتعلقة بالثقافة و العمارة شخصياً و الاستماع إلى الخبراء في هذه المجالات. 

س.م.: كيف خطرت لك فكرة نقل المنصة إلى الإنترنت خلال فترة الحظر و هل توقعت فعلاً أنها ستنال هذا المستوى من الاهتمام الإيجابي الذي حظت به؟

س.ال-ق.: كان نقل المنصة عبر الإنترنت عبارة عن فرصة لتوسيع النطاق الجماهير و تسجيل المحادثات، حيث أننا لم نفعل ذلك من قبل. في بداية انتشار الوباء كنا نجتذب أكثر من ٢٥٠ مشاركاً في كل حديث. و على الرغم من انخفاض هذا الرقم، لا يزال من المهم استضافة هذه النقاشات و توثيق المسيرة المهنية للرواد الثقافيين.

حدثتنا سامية حلبي عن اعمالها الفنية في المجلس الثقافي بواشنطن العاصمة في ٦ أكتوبر ٢٠١٩

س.م.: هل كان التحول من الفعاليات على أرض الواقع إلى استضافتها عبر الإنترنت تحولاً سلساً، و أيهما تفضل أكثر؟

س.ال-ق.: لقد كان هذا التحول سلساً للغاية و ذلك لأنني كنت على معرفةٍ شخصية بمعظم الضيوف، و لكنني بالتأكيد أفضل المحادثات الشخصية على أرض الواقع. و بالنهاية لكلٍ منهما ميزته الخاصة. كما أتاحت لي المحادثات عبر الإنترنت فرصة استضافة أشخاص لم أكن لأتمكن من استضافتهم من قبل، بما في ذلك فنانين من السودان و سوريا و المغرب. 

س.م.: ما هو دور اللغة (العربية/ الإنجليزية) في المجلس الثقافي، هل شعرت بالضغط لاستخدام لغة على أخرى؟ و أي لغة من وجهة نظرك تحوز على المزيد من المشاركة؟

س.ال-ق.: إنني أتيح المجال لكل متحدث باختيار اللغة التي يفضلها، حيث يسمح ذلك للحديث بأن يكون أكثر طبيعية و انسيابية عندما يشعر المتحدث براحة. إن كلتا اللغتان تجذبان المشاركات، و لكن الجماهير تختلف. و لقد أسعدني مستوى تفاعل جمهور اللغة العربية، و الذي كان معظمهم من الفئة المتقدمة بالسن و الذين لم يسبق لهم حضور محاضرات باللغة الإنجليزية من قبل. 

حاورنا سامي محمد عن مسيرته المهنية كفنان في مجلس دبي الثقافي في ٣١ يوليو ٢٠١٩

س.م.: هل بإمكانك أن تخبرنا عن أولوياتك الأساسية التي تتبعها عند التخطيط لكل حوار؟

س.ال-ق.: إن أولوياتي هي تقديم لمحة عامة عن حياة الفنانين، و ليس فقد تسليط الضوء على أعمالهم. و على الصعيد الشخصي، يهمني التعرف على أساتذتهم و أقرانهم في كلية الفنون التي التحقوا بها، على سبيل المثال، علاقة سامي محمد بالنحات المصري جمال السجيني أثناء دراسته في معهد الفنون الجميلة بالقاهرة في فترة الستينات. 

س.م.: من كونه تجمعاً شخصياً محفوفاً، لقد تضاعف جمهورك بشكل ملحوظ على الإنترنت.  كيف تمكنت من الوصول لهذا الكم من الأشخاص و ما هو نوع جماهيرك؟ 

س.ال-ق.: باعتقادي أن جودة الضيوف كانت بمثابة قناة لجذب الحضور. كما أعتقد أننا بدأنا عن طريق استضافة متحدثة متميزة ألا وهي معالي وزيرة الثقافة و الشباب نورة الكعبي، و التي بدورها أرست المعايير للمحادثات اللاحقة لها. و قد شاركت الوزيرة معلومات للمرة الأولى مع الحضور، و الذي كان مكونناً من أشخاصٍ في المجال الثقافي، بما في ذلك معلوماتٍ تتعلق بصندوق إعانة الفنانين التابع للحكومة و الذي كان قيد التخطيط آنذاك. 

شرحت منال عطية نهج الشارقة الشمولي الفريد لثقافة المتاحف في العالم العربي في المجلس الثقافي بواشنطن العاصمة في ٢٥ أكتوبر ٢٠١٩

س.م.: هل هناك خطط للوصول إلى أشخاصٍ ليسوا بالضرورة جزءاً من الجمهور المستهدف. بمعنى آخر، بأن تصبح هذه الحوارات شاملةً قدر الإمكان؟

س.ال-ق.: إن أحد إخفاقاتي هو عدم عثوري على منصة أو وسيلة لتلبية احتياجات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، كل الذين يعانون من ضعف السمع. و لكننا نأمل بأن نقوم بترجمة بعض هذه المحادثات. 

س.م.: هناك ردود فعل إيجابية من المجتمع تجاه هذه الحوارات، هل هناك شيء لامسك حقاً على وجه التحديد؟ 

س.ال-ق.: إن أهم مافي هذه المحادثات بالنسبة لي هي الـ ١٥ دقيقة التي تسبق و تتبع هذه الحوارات عندما يتواصل الفنانين المخضرمين للمرة الأولى منذ أشهر أو حتى سنين مع أصدقائهم و أقربائهم الذين ربما لم يروهم منذ فترة طويلة. لقد لامست هذه اللحظات قلبي حينما يحاول هؤلاء الأشخاص قدر استطاعتهم معرفة أخبار بعضهم البعض على الرغم من حدوثها أمام جمهور مباشر.

استعرض هشام هللير الممارسات الصوفية في الحجاز في الغرب في المجلس الثقافي بواشنطن العاصمة في ٧ سبتمبر ٢٠١٩

س.م.: ما هي النقاط الإيجابية التي نتجت عن هذه الحوارات؟

س.ال-ق.: توثيق و أرشفة و تسليط الضوء على إنسانية هؤلاء الفنانين، و الذين أصبحوا أكثر من مجرد اسم بجوار عملٍ فني.

س.م.: من خلال حديثك مع الفنان محمد المليحي خلال المجلس الثقافي الـ٣٧ قبل رحيله المؤسف منذ شهرين، إلى محادثتك الصريحة مع وزيرة الثقافة الإماراتية نورة الكعبي، ماهو الحوار الذي كان له الصدى الأكبر بالنسبة لك و لماذا؟ 

س.ال-ق.: الحديثان اللذان يتبدران إلى ذهني هما عبد عابدي عندما قام بتقديم عرض مباشر لميناء حيفا للفلسطينيين الذين لم يزوروا وطنهم منذ عام ١٩٤٨ من عتبة مرسمه. كان ضمن الجمهور العديد من الفلسطينيين المشتتين و الذين لم تسنح لهم الفرصة لزيارة بلدهم. بالإضافة إلى حديث آخر جمع ضيفاً مفاجئاً مع فنان و الذي كان شقيقه الذي انقطع عنه الاتصال لعدة سنوات. كانت هذه لحظة مؤثرة لأفراد أسرتهم و الذين كانوا على علم بتاريخهم المشترك.

حدثتنا حنان سيد واريل وناصر جابر عن "حكايات المائدة و دبلوماسية الطهي" في المجلس الثقافي بمدينة نيويورك في ٢٣ فبراير ٢٠١٩

س.م.: ماهي خططك للمجلس الثقافي لعام ٢٠٢١؟

س.ال-ق.: سأبذل جهدي بإقامته مرة كل شهر، و ذلك بسبب ارتباطاتي التدريسية في كلية بوسطن، و SciencePo في باريس إلكترونياً. سأحاول أن أقيم هذه المحادثات مرة أو مرتين كل شهر بسبب هذه الارتباطات التدريسية. كما أود كذلك إصدار كتاب يسلط الضوء على المجلس. 


www.sultanalqassemi.com
www.instagram.com/sultanalqassemi


0 Shares:
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You May Also Like
Read More

دن‭ ‬غاليري الكويت

يضم‭ ‬معرض‭ ‬دن‭ ‬غاليري،‭ ‬المنشئ‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬٢٠١٥،‭ ‬بين‭ ‬جدرانه‭ ‬أعمالا‭ ‬لفنانين‭ ‬معاصرين،‭ ‬عارضا‭ ‬أساليب‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭…
Read More

بون ‬آب

 ‬ يعمل‭ ‬ثلاثي‭ ‬نسائي‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬سيدات‭ ‬اسكندنافيات‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬مشكلة‭ ‬الطعام‭ ‬الفائض‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬وجبة‭ ‬تلو‭…
Read More

سارة طيبة

منذ‭ ‬طفولتها‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬العاشرة،‭ ‬كانت‭ ‬الرسامة‭ ‬السعودية‭ ‬سارة‭ ‬طيبة‭ ‬تعرض‭ ‬للعالم‭ ‬لمحات‭ ‬من‭ ‬مسارها‭ ‬الوظيفي‭ ‬المستقبلي،‭ ‬حيث‭…
Read More

اينكد

اينكد‭ ‬هو‭ ‬مطعم‭ ‬لا‭ ‬يشابه‭ ‬ما‭ ‬اعتدت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬مطاعم،‭ ‬إذ‭ ‬يركز‭ ‬عبر‭ ‬أفكاره‭ ‬المتجددة‭ ‬على‭ ‬ابتكار‭ ‬تجارب‭…