اذا بدأت فقط الآن متابعة العمود الأسبوعي الذي تكتبه منيرة،والذي تتحدث فيه عن رحلتها مع مرض السرطان، فيمكنك أن تطلع على الجزء الأول و الجزء الثاني.

قيل لي في مرحلة مبكرة أنني سأعاني كثيرا من فقدان الشعر أثناء العلاج. بصفتي امرأة شابة، كان ذلك واحدا من الأشياء التي صعب علي تقبلها. أُنْ أصاب بالصلع يعني أنني سأبدو فعليا كمرضى السرطان. على الرغم من أنني واحدة منهم، إلا أنني بالواقع لم أكن مستعدة لرؤية ذلك في المرآة. كان شعري جزءا كبيرا من صورتي، الألوان التي سأستعملها لصباغته و طريقة تصفيفه ، كانت تلك أشكال التعبير عن نفسي وعن احساسي بالموضة. أن يقال لي أنني سأخسر ذلك؟ كان ذلك، بكل صراحة، مريعا!

بعد الشعور بالحزن لفترة من الوقت كنت مصرة على الاستمتاع بشعري مادمت لا أزال أملكه. قررت أن أصبغه باللون الوردي! وصلت إلى هذا القرار لعدة أسباب، أولا لأنه اللون المستخدم لدعم حملات التوعية بسرطان الثدي. ثانيا، سيسهل علي التحول الى الصلع.لأنه سيسهل علي فقدان الشعر الوردي.

و بهذه الأفكار التي تحوم في رأسي، حجزت موعدا لدى صالون كاتلر مع مصفف شعر موهوب و رائع اسمه ايفان، والذي حول شعري الأسود الى وردي رائع بظلال ناعمة، أصبحت الآن شخصا جديدا، زودني الشعر الوردي بالقوة.

ومع مرور الوقت واقتراب موعد البدء بالعلاج الكيميائي، قررت أن أقص شعري كله و أعتمد قصة الشعر القصير جدا "البيكسي" ، أعتقد أنها كانت المرة الأولى التي أبكي فيها على شعري. لم أبكي لأنني كرهت القصة، بكيت لأن فكرة فقدان شعري أصبحت واقعا.

بدأت أعاني من فقدان الشعر عقب المرحلةلثانية من (أ س( أدرياميسين وسيتوكسان. كان شعري في كل مكان، على ملابسي،على الوسادة وأرضية الحمام. أحسست أن السرطان يسيطر علي ببطء مرة ثانية و رفضت السماح له بذلك. اتصلت على الفور بكاتلر وحددت موعدا لحلقه كليا.

كنت أتوقع أن أحزن كثيرا بعد هذه المحنة، لأنني كنت خائفة للغاية من هذه اللحظة خلال الأشهر الأربعة الماضية، ولكن هذا لم يحدث. كنت أعتقد أنه بمجرد أن أفقد شعري فسوف أفقد شكلي. وأنني لن أتعرف على نفسي. لقد ارتكبت خطأ الخلط بين الاثنين ولم أكن لأكون أكثر خطئا.

نظرت إلى نفسي في المرآة، صلعاء لأول مرة وابتسمت. لم أرى امرأة مريضة، رأيت امرأة في طور الشفاء. محاربة، و هذا ما ملأني فخرا.

أعتقد أن حلق رأسي كان أفضل قرار اتخذته. إذا وجدت نفسك في وضع مماثل، لا تسمح للتغيرات أن تحدث و أنت خائف. استمتع بما لديك و أقبل على المحارب القوي في داخلك.

منيرة ، امرأة بحرينية، تبلغ من العمر 27 سنة. تم تشخيص اصابتها مؤخرا بسرطان الثدي. وهي تعيش حاليا في مانهاتن، نيويورك لتلقي العلاج. يمكنكم الاتصال بمنيرة عبر البريد الإلكتروني

mneera.abdulla@gmail.com

ترجمة: وفاء أفقير

0 Shares:
Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You May Also Like