من مصر الفرعونية القديمة، مرور اً ببلاد الهند وفارس، وصولاً إلى أرض الخليج العربي، كان الحناء ومازال يسافر عبر الزمن في رحلة تجمع بين مميزاته التجميلية والعلاجية حتى وصل إلى مراكز التجميل الأوروبية في عصرنا الحاضر، لينتشر استخدامه لصبغ الشعر بطرق أكثر حداثة، ونقش الأيدي والأرجل ومناطق أخرى من الجلد كبديل عن الوشم "التاتو" في أوروبا وأمريكا الشمالية. ويبدو أن الحماسة الشديدة لشعوب تلك المناطق إزاء الحناء قد شجعت شركات صناعة مستحضرات التجميل في أمريكا وأوروبا لإنتاج مركبات تجميل تدخل أوراق الحناء في صناعتها، ثم تغلف بعلب جذابة وتباع بأضعاف السعر الذي تباع به منتجات شبيهة في البلدان العربية والآسيوية.

عافية وجمال

أعلن الحناء عن فوائده المتعددة منذ زمن بعيد، إذ صنع الفراعنة من مسحوق أوراق الحناء معجون لتخضيب الأيدي وصباغة الشعر وعلاج الجروح، واتخذوا عطرا خاصا من أزهارها التي تمتاز برائحة طيبة قوية، وكان الحناء ومازال يستخدم في الطب الشعبي التقليدي كغسول معالج للشعر والوجه، أو لعلاج الصداع بوضعه على الرأس أو الجبين، أو علاج الأورام والقروح إذا ضُمَّدت بعجينته، وقد يستخدم بطريقة خاصة ونظيفة كغرغرة لعلاج قروح الفم واللثة واللسان، وقد ثبت علمياً أن الحناء إذا وضعت في الرأس لمدة طويلة بعد تخمرها فإن المواد القابضة والمطهرة الموجودة بها تعمل على تنقية فروة الرأس من الميكروبات والطفيليات، ومن الإفرازات الزائدة للدهون، إضافة إلى كونه يعد علاجاً نافعاً لقشر الشعر والتهاب فروة الرأس كما استخدم في أغلب مجتمعات افريقيا وجنوب وشرق آسيا وكذلك في الدول العربية والإسلامية للتزيين وللظهور بمظهر حسن، كما يوضع الحناء كصبغة للأظافر والأقدام وراحة الأيدي وظهورها، وإذا كانت تخضب به شعور النساء وشعور الرجال ولحاهم في زمن مضى، فقد حافظ على مكانته الصبغية الاستثنائية بطريقة أكثر تطورًا، إذ صار الحناء اليوم بديلاً لصبغات الشعر المصنعة بمختلف ألوانها، نظر

من مصر الفرعونية القديمة، مرور اً ببلاد الهند وفارس، وصولاً إلى أرض الخليج العربي؛ كان الحناء ومازال يسافر عبر الزمن في رحلة تجمع بين مميزاته التجميلية والعلاجية حتى وصل إلى مراكز التجميل الأوروبية في عصرنا الحاضر، لينتشر استخدامه لصبغ الشعر بطرق أكثر حداثة، ونقش الأيدي والأرجل ومناطق أخرى من الجلد كبديل عن الوشم "التاتو" في أوروبا وأمريكا الشمالية. ويبدو أن الحماسة الشديدة لشعوب تلك المناطق إزاء الحناء قد شجعت شركات صناعة مستحضرات التجميل في أمريكا وأوروبا لإنتاج مركبات تجميل تدخل أوراق الحناء في صناعتها، ثم تغلف بعلب جذابة وتباع بأضعاف السعر الذي تباع به منتجات شبيهة في البلدان العربية والآسيوية.

عافية وجمال

أعلن الحناء عن فوائده المتعددة منذ زمن بعيد، إذ صنع الفراعنة من مسحوق أوراق الحناء معجون لتخضيب الأيدي وصباغة الشعر وعلاج الجروح، واتخذوا عطرا خاصا من أزهارها التي تمتاز برائحة طيبة قوية، وكان الحناء ومازال يستخدم في الطب الشعبي التقليدي كغسول معالج للشعر والوجه، أو لعلاج الصداع بوضعه على الرأس أو الجبين، أو علاج الأورام والقروح إذا ضُمَّدت بعجينته، وقد يستخدم بطريقة خاصة ونظيفة كغرغرة لعلاج قروح الفم واللثة واللسان، وقد ثبت علمياً أن الحناء إذا وضعت في الرأس لمدة طويلة بعد تخمرها فإن المواد القابضة والمطهرة الموجودة بها تعمل على تنقية فروة الرأس من الميكروبات والطفيليات، ومن الإفرازات الزائدة للدهون، إضافة إلى كونه يعد علاجاً نافعاً لقشر الشعر والتهاب فروة الرأس كما استخدم في أغلب مجتمعات افريقيا وجنوب وشرق آسيا وكذلك في الدول العربية والإسلامية للتزيين وللظهور بمظهر حسن، كما يوضع الحناء كصبغة للأظافر والأقدام وراحة الأيدي وظهورها، وإذا كانت تخضب به شعور النساء وشعور الرجال ولحاهم في زمن مضى، فقد حافظ على مكانته الصبغية الاستثنائية بطريقة أكثر تطواً، إذ صار الحناء اليوم بديلاً لصبغات الشعر المصنعة بمختلف ألوانها، نظرا لإمكانية إكسابه الشعر ألوان مختلفة تتراوح بين الأشقر، والنحاسي، والبرونزي، والأحمر، والبني، والأسود، بإضافة مواد طبيعية أخرى له كالحمضيات، أو الشاي، أو الأعشاب العطرية، أو المياه الغازية وعلى رأسها الـ "سفن آب".

بين الأناقة والعراقة

علاقة منطقة الخليج بالحناء هي الأخرى علاقة عريقة، فلطالما استخدمه الرجال من كبار السن كخضاب لرؤوسهم ولحاهم، لا سيما بين حدود الجزيرة العربية، وكانت النساء ومازلن ينقشن أكفهن وأذرعهن وأقدامهن وسيقانهن بأجمل نقوش الحناء وأكثرها أناقة في المناسبات السعيدة، كالأعياد، وحفلات الخطوبة، وحفلات الزفاف، ومازالت بعض الأسر الخليجية تقيم طقوس "ليلة الحناء" الشهيرة للعرائس كتقليد ثقافي شهير.

هناك أنواع مختلفة من الحناء، منها الحناء الهندي، والباكستاني، والسوداني، واليمني، والمغربي، والفارسي، مثلما هناك خصوصية تميز نقوش الحناء في كل بلد. فنقوش الحناء في المغرب -على سبيل المثال- تعتبر فناً في حد ذاته، وعلامة جمال فارقة للمرأة، ولها أوقاتها الخاصة التي تشمل المناسبات الدينية إلى جانب الأعراس والمناسبات السعيدة. أما نقوش الحناء الهندية، وهي المفضلة غالباً لدى الفتيات الخليجيات، فتمتاز بدقة النقوش وكثرة تفاصيلها، بينما تمتاز النقوش الخليجية بالنعومة والابتعاد عن التعقيد والزخارف المبالغ في نحتها.

وتجدر الإشارة إلى أن ثمة خطوات يجب على السيدة التي تحترف نقش الحناء على جلود النساء الأخريات تعلمها وإتقانها، إضافة إلى ضرورة توفر الأدوات المساعدة على رسم النقش، وتدريب الكف الناقشة باستمرار كي تتمكن من إنجاز عملها بمهرة وحركة رشيقة دون أخطاء، وكلما كانت اليد الناقشة أكثر إتقاناً واحترافاً صار أجلها أعلى، ومكانتها أكثر احتراماً وتقديراً في مراكز التجميل النسائية التي تقدم هذا الفن للعميلات.

مع استمرار صناعة الحناء بالتطور، ومواكبتة لبساطة العصر الحديث في تعليبه، وتغليفه، ونقوشه، إلى جانب عراقته ومذاق جماله التقليدي، من المتوقع أن يعيش لأجيال أخرى قادمة دون أن يفقد قيمته، أو رونقه الحضاري الأصيل، لا سيما بين حدود أرض الخليج والجزيرة العربية.

– زينب البحراني

0 Shares:
Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You May Also Like