جزر المالديف هي جزر صغيرة تقع في قارة آسيا في المحيط الهندي، وهي بلاد مسلمة حيث أن معظم سكانها مسلمون، ويمر عليها خط الاستواء جنوباً، وكان يسميها العرب قديماً ذيبة المَهَل أو محل ديب ويُرجح أنه قد تم تحريفه وأصبح ينطق مالديف، كما يبلغ عدد سكان جزر المالديف 309 ألف نسمة، وعاصمة جزر المالديف هي مدينة اسمها "ماليه" وهي ايضاً الميناء الرئيسي وهي فريدة وجذابة وتشبه المدن الكبيرة لما تتميز به من نظافة وترتيب ونظام، تكثر بها المساجد، والأسواق، تتخللها شوارع صغيرة متشابكة ويبلغ طولها كيلومتران وعرضها كيلومتر، وحدودها مكتظة بالبنايات، وعدد السكان بها حوالي 65,000 لكن مع العمّال الأجانب والسياح، يصل تعدادها إلى 100,000 شخص.
تتميز البحيرات في جزر المالديف باللون الأزرق اللامع والشعب المرجانية المدهشة والحياة البحرية الوفيرة، وبالرغم من أن القوانين المحلية الصارمة التي تمنع صيد السمك والاستغلال التجاري، أبقت البيئة البحرية على حالتها الطبيعية إلا أنه في 1998 بدأت الشعب المرجانية التأثر بالنين، فما هو النين؟
هو ارتفاع في درجة حرارة البحر، استمر هذا الارتفاع الحراري لمدة أسبوعين، مما أدى إلى تغطية الطحالب للشعب المرجانية وتوقف نموها وضياع لونها الخلاب وهذه الطحالب يمكن أن تكون مدمرة، إلا أن معظم الشعب المرجانية لم تتأثر بشدّة، ولم تتأثر أيّ حياة بحرية أخرى بهذه الطحالب، ويتوقع علماء الأحياء البحرية ومراقبوا الشعب المرجانية أن تكون عملية النمو دورية ويراقبون نمو الشعب المرجانية الجديدة بالاهتمام الشديد، وإلى الآن ما زالت الشعب المرجانية عالماً عجيباً يجذب الغطاسين والمشاهدين برغم فقدانه لبعض الوانه بشكل مؤقت.
وعلى الرغم مِن العزلةُ الجغرافية، المالديف سهلة الوصول اليها، تَعْرض العديد من شركاتِ الطيران جدولاً منتظماً للرحلات وتؤجر طائرات من آسيا، أوروبا، الشرق الأوسط، وجنوب أفريقيا. مطار "ماليه" الدولي يقع على جزيرة مستقلة، طولها كيلومتر فقط، إنّ الجزيرةَ خاصة لإستعمالات المطار، وتبعد عن العاصمة بمسافة عشر دقائق بزورق، كما أن في المالديف صيف لا نهاية له، بالرغم من موسم دافئ على مدار السَنَة إلا أن هناك إختلافات طفيفة في درجةِ الحرارة أثناء فترات زمنية معينةِ محكومة بالرياح الموسمية من نوفمبر "تشرين" الثاني إلى أبريل "نيسانِ" جاف في الغالب بالريحِ القليل جداً، بينما الرياح الموسمية الجنوبية الغربية مِن مايو إلى أكتوبر "تشرين الأولِ" تَجلب بعض المطر ودرجةَ الحرارة تتفاوت بقدر ضئيل. درجة الحرارة المتوسطة اليومية تتراوح بين 30.4 – 25.4 درجةِ مئوية على مدار السنة. ومتوسط هطول المطرَ السنوي تحت 2 مليمتر، ومعظم السياح يأتون إلى المالديف في رحلات منظمة لزيارة أحد المنتجعات التي يزيد عددها على 70 منتجعاً معظمها في الجزر المرجانية الثلاث القريبة للعاصمة وهي جزيرة مارلاي الشمالية وجزيرة مارلاي الجنوبية وجزيرة آري.
وهناك بضعة منتجعات أخرى في الجزر المرجانية المجاورة، وتشكل السياحة في المالديف القطاع الأكبر من نشاط أهل المنطقة الاقتصادي والاجتماعي ولذلك أقيمت أعداد كبيرة من المنتجعات والفنادق والمشاريع السياحية على شواطئ تلك الجزر الجذابة حيث تعتبر شواطئ جزر المالديف من أجمل الشواطئ في العالم للعديد من الأسباب من أبرزها: صفاء المياه وتنوع الأسماك وكثرة الجزر في هذه الجمهورية التي يصل عددها إلى المئات.
وتشتهر فنادق المالديف بكثرة المطاعم التي تكون متوافرة للسائح سواء أكانت لبنانية أم إيطالية أم هندية أم سعودية لإرضاء جميع أذواق السائحين الذين قصدوا الماديف للراحة والاستجمام، ولعل أبرز الأمور التي تشد السائح عند وصولة إلى المالديف طريقة التنقل بين جزيرة وأخرى أو بين مطار وفندق أو بين فندق ومجمع تجاري حيث يجد جميع هذه التنقلات عن طريق اللنشات "مراكب صغيرة بمحرك" المتوافرة في كل جانب من جوانب شواطئ الجزر.
كما ان من اهم المدن في جزر المالديف هي سيو "جزيرة ادو المرجانية" وهي ثاني مدن المالديف، ويمثل مصيفها أفضل مكان ينطلق منه السياح لزيارة بقية جزر المالديف وسكان الجزيرة يسمون «أدو» وهم مستقلون جداً، ويتكلّمون لغة مختلفة عن سكان العاصمة وحاولوا مرة الانفصال من الجمهورية.
لعبت بريطانيا دوراً كبيراً في تغيير شكل المدينة وذلك بعد ان اتخذتها قاعدة حربية لها ابان الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1956م انشأت فيها بريطانيا قاعدة جوية، وذلك خلال الحرب الباردة، هذه العوامل اكسبت المدينة الشكل الحديث الذي تبدو به الآن، وكذلك مدينة ماليه التي تعد العاصمة واكبر الجزر والتي اخذت حيزاً كبيراً من الجمال والاهتمام والجذب السياحي، وقد اصبحت بذلك جزر المالديف من بين الدول العشر الأوائل التي يتجه اليها السياح إما لقضاء شهر العسل او لقضاء اوقات استجمام وراحه.
– احلام معوضه القحطاني