تلك الروابط الإلكترونية أو الكابلات الإلكترونية السلكية واللاسلكية في دولة الإمارات تجعلها في مصاف الدول المتقدمة، وتتجلى هذه الشبكات في تلك المواقع التي انتشرت بكثرة على الشبكة العنكبوتية، وما يهمّ أكثر مواقع التوظيف الإلكترونية أو مواقع الوظائف الشاغرة..

صحيح أن الباحث عن عمل بحاجة دائمة إلى مقابلة شخصية، وجهاً لوجه، مع صاحب الشركة ليحصل منه على موعد، وذلك عبر قسم الموارد البشرية، فالآن ليس على صاحب العمل إلا أن يضع إعلانات الشواغر في شركته في هذه المواقع مع تفصيل بيانات الشركة والراتب وطبيعة العمل وما إلى ذلك من ميزات.

هذه المواقع، رغم كثرتها، ما مدى جديتها؟ ما الذي يميزها عن سواها؟ ماذا تقدم؟ هل هي منتظمة بما فيه الكفاية؟ ماذا يعيقها؟ كيف نطورها؟ ما هي؟

سهلة ومجانية ومتاحة

"فاخر محمد"، زائر عربي باحث عن عمل في دبي، يرى أن هذه المواقع "تلعب دوراً لا يُستهان به في تنظيم وحصر المرشحين بكامل فئاتهم وبشكل خاص الكفاءات المتوسطة والعالية منهم, وبعد عملية الحصر يمكن أن تجعل الوصول إليهم أقل صعوبة وكلفة لأصحاب العمل".

"فاخر"، مرّ على وجوده أكثر من شهرين، دون أن يعثر على عمل مناسب، فقد أجرى أكثر من ثلاث مقابلات مع شركات متخصصة بالتجارة، رغم أنه يحمل درجة البكالوريوس في اللغة الإنكليزية، ودبلوم التأهيل التربوي، فضلاً عن العديد من الدورات التدريبية في مجال الإدارة، ويفصّل "فاخر" دور هذه المواقع في كونها "تقوم على تجميع وحصر الكفاءات، وتوفر التكاليف على أصحاب العمل، وكذلك تجعل الوصول إلى أصحاب العمل أسهل وأكثر مباشرةً، فضلاً عن كونها عملية لا تتطلب الكثير من الإجراءات والتعقيد".

أما "كيان حسن"، فهو يحمل البكالوريوس في الإعلام، فيعتقد أنها "تسهم عامةً وفي الإمارات خاصةً بتوفير وقت البحث عن الوظائف وإمكانية الاطلاع على آخر فرص العمل من خلال تلك المواقع وعن بُعد، إضافة إلى أنها تمكّن أصحاب العمل من البحث في السير الذاتية لطالبي العمل في أي وقت كان، وأيضاً توفر هذه المواقع التكاليف المادية، لأن نشر إعلان في تلك المواقع قد لا يكلف شيئاً على عكس الصحف التي تنشر إعلاناً مقابل مبلغ مادي لأيام محدودة، وقد لا يتعرض لها أصحاب الشركات كاحتمال وارد".

أما "فاضل محمد"، معلّم، فيخالف رأييْ "فاخر" و"كيان" حين يقول إن هذه المواقع "غير مجدية" مُرجعاً السبب في ذلك إلى أنه "لا اختلاف بينها سوى في الشهرة، فبعضها أكثر شهرة، والكل يعلن فيها وكثيرة هي الإعلانات غير الصحيحة".

بينما تشير السكرتيرة في إحدى الشركات في دبي، واسمها "ريم"، إلى أنها عثرت على عمل عن طريق أحد المواقع المهتمة بالوظائف الشاغرة، فما يميز بعضها هو "تصنيفها للفرص المتاحة حسب النطاق والتخصص والتاريخ والراتب، ولعل من "أجمل الفرص التي عثرت عليها كانت ضمن تخصصي الإداري وتحديداً السكرتاريا، فقد كتبت كلمة secretary ككلمة مفتاحية keyword في مستطيل البحث ضمن الموقع، فظهرت الكثير من الفرص المرتبة حسب التاريخ، ثم أرسلتُ سيرتي الذاتية".

بعض اليأس منها

ما يصعب على الشباب الباحثين عن عمل عموماً هو تصفح المواقع يومياً، وهم يتجاهلون أنها تتجدد على مدار الساعة، فإن لم يعثروا على عمل خلال أسبوع مثلاً، يعلنون يأسهم، لكن المسألة بحاجة لوقت وصبر أكثر، وليس هذا فحسب، بل قضاء المزيد من الوقت في تصفحها بالطرق المناسبة، سواء من خلال الكلمات المفتاحية أو حتى البحث من خلال التخصصات، وهذا وفقاً لرأي العديدين.

"تتميز هذه المواقع عن بعضها بعضاً بقدرتها على تسويق نفسها بنفسها واستضافتها عدداً أكبر من المتقدمين للعمل من جهة وأصحاب العمل من جهة أخرى, وما يميزها قدرتها على الاتصال مع المتقدمين بشكل دوري إلكترونياً لتحديث بياناتهم وعرضها على أصحاب العمل هؤلاء". هذا ما يؤكده "فاخر"، لكن "كيان" يبيّن أن "عدد الشركات المترددة وحركتها في الموقع من خلال عرض وطلب فرص العمل، هي ما تميز الموقع عن سواه".

لكن رغم ذلك، ثمة مآخذ على هذه المواقع، حيث يشتكي "فاخر" أحياناً من "إجراءات التسجيل الطويلة والمعقدة وعدم الاتصال بالمتقدم بشكل دائم وتفعيل حساباته".

وحتى نتمكن بشكل أكبر من معرفة العوائق التي تقف حائلاً في وجه هذه المواقع وعدم توصيل رسالتها إلى متتبعيها، تتوضح الصورة في كثرة الإعلانات وتصميمها غير الأخاذ وعدم تناغم ألوانها وبعض البيانات الوهمية فيها، بالإضافة إلى عدم جدية أصحاب العمل ممن يحمّلون إعلانات لغايات في أنفسهم فقط، لكن في الجانب الآخر هناك من يبرر ذلك ويضع لها أسباباً ومبررات.

من الممكن تطويرها

أياً يكن، كثرت هذه المواقع، واحتوت صفحاتها على مئات الإعلانات اليومية باللغتيْن العربية والإنجليزية، والعديد من المقترحات يمكن أن تزيد من تطويرها وتحديثها، فـ "نشر قصص من حصل على فرصة عمل, ووضع نسب شهرية أو سنوية، تخدم مصداقية تلك المواقع وتشجع طالبي العمل وأصحاب العمل على الدخول في سوق التوظيف الإلكتروني". وهذا رأي "كيان حسن". أما "فاخر محمد" فيرى أنه "ربما تكون فكرة مهرجانات توظيف إلكترونية برعاية الشركات المالكة لهذه المواقع مهمة، حيث يجري الإعلان لها مسبقاً من خلال ربط كلٍّ من المتقدم للعمل وصاحب العمل مباشرةً، مما يخلق مزيداً من السهولة في تبادل المعطيات بينهما، الأمر الذي يمكن أن يُصنَّف لاحقاً على أنه مقابلة إلكترونية تمهيدية". وتعتقد "ريم" بضرورة "معرفة مَن يقف خلف هذه المواقع وما أهدافهم ومدى جديتهم، وكذلك تطوير المواقع من ناحية الصورة والنص".

وربما يتطلب الأمر ذكر أسماء بعض المواقع الإلكترونية المهمة في الوظائف الشاغرة التي كما ذكرها بعض المستطلعين من مثل:

Bayt – Gulf News – Gulf Talent – Naukri gulf – Job Rapido – Dubizzle – Bizaat …. وغيرها الكثير.

وتبقى مسأـلة البحث فيها عميقة، فهي مواقع غنية من حيث الإعلانات، ويكثر الجدل حول مصداقيتها من عدمها، لكنها تبقى متنفساً وفرصةً وجواً وحتى مكاناً متاحاً لكل من صاحب العمل والباحث عن عمل، دون أن تتحكم فيهما أي رقابة.

آلجي حسين –
Alchy1984@hotmail.com

0 Shares:
Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You May Also Like