الضحك.. سيد اللغات العالمية انتشارا، والطبيب الموهوب في إضفاء الصّفاء على الرّوح والجسد، والمعالج المساهم في مقاومة الضغط النفسي، وتحسين الاتصال بين الناس، ورفع معدلات الثقة بالنفس. وهو أسلوب وقائي من الأمراض الناتجة عن الضغط النفسي والانهيار العصبي، كما أنّه المحفز الأكبر لإطلاق مادة "الأندروفين" المسكنة للألم في الجسد، والدافعة لاسترخاء الأعصاب، وتحسين المزاج، وتنشيط العضلات. وقد أكدت دراسة علمية أجريت في فرنسا على خمسين طالبا في إحدى كليات الطب أنّ الضحك يساعد على تقوية مناعة الجسم ضد كثير من الأعراض والأمراض، وتعزيز الشفاء من الصداع والآلام والاضطرابات والأرق الليلي والإحباط، وهو ما دفع بعض الأطباء إلى إدخال الضحك في الوسائل العلاجية، وعلى رأسهم الدكتور الهندي "كاتاريا"؛ الذي اكتشف تقنية "يوغا الضحك" عام 1995م، لتنتشر سريعا من الهند إلى أمريكا وأوروبا، قبل أن تصل إلى منطقتنا العربية

تأسس أول ناد للضحك في العالم العربي على أرض الجمهورية التونسية بواسطة سيّدة تعشق الحياة وتؤمن بالأحلام، اسمها "دليلة الغرياني". لم تكن دليلة إلا موظفة بمكتبة المركز الثقافي الإنجليزي في تونس، قبل أن تشاهد برنامجا تلفازيا عن أسلوب "يوغا الضحك". فما كان منها إلا أن حزمت حقائبها بكل ثقة لتسافر إلى إنجلترا وتتلقى تدريبا في هذا الاختصاص النادر، ثم تعود لتنال الريادة الأولى في تأسيس أول نوادي الضحك في بلد عربي

تقول دليلة أنّها تسعى من خلال تأسيس النادي إلى نشر السعادة في أعماق المحيطين بها من الناس، وتعمل على مساعدتهم للخروج من الشعور بالخوف والقلق والغضب بعد أن جعلت مصاعب الحياة و وتيرتها السريعة الناس أكثر اكتئابا وعصبية. كما أكّدت قائلة: "أكون في قمة السعادة عندما أرى نظرة يشع منها الأمل والحب لدى من هم حولي.  فالسعادة مثل الصحة، لا بد من العناية بها كل يوم

يلتقي المشاركون في النادي كل يوم سبت ليضحكوا معا وفق المبادئ التي وضعها الدكتور "كاتاريا"، وهي تمارين هدفها استنباط الضحك من الداخل بأشكال مختلفة، والتقنيات المستعملة هي تقنيات نفسية وجسدية لإثارة الضحك، باتباع تمارين متنوعة غايتها البحث داخل كل منا عن الطفل الضاحك الغافي بين ضلوعه. وتتواصل الحصة قرابة الساعة، ينتقل الضحك فيها بين المشتركين فيما يشبه العدوى، وهي طريقة لرفع المعنويات، وتقوية العزيمة، وإدخال البهجة على النفس

حصص العلاج بالضحك لا تكلف أكثر من 27دولارا في الشهر، وهو مقابل بخس أمام ما قد ينفقه الإنسان من أموال لشراء أدوية مقاومة الاكتئاب، والعقاقير الكيميائية المتخصصة بعلاج أمراض أخرى عضوية ونفسية

زينب علي البحراني –

0 Shares:
Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You May Also Like