Nouf Al Mudhayan

المذيعة نوف المضيان، أحد أشهر المذيعات الشابات الكويتيات و من أجمل ما يمكن أن تقابلها. قد نجحت في أن تستحوذ على اهتمام الجماهير (على مستوى الإذاعة والتلفزيون) وذلك بتميزها بالأصالة والأداء الطبيعيالمتسم بالبساطة مع الجمال والتألق‫.

‎بعد بدء عملها كمقدمة برامج في الإذاعة على موجة مارينا إف إم، انتقلت نوف إلى العمل كمقدمة برنامج  ليلي باسم "تو الليل " على تلفزيون الوطن، وبعد ذلك قدمت برنامجها الخاص بها "سبوت لايت". وفي الشهر الماضي ، وبعد أن أنهت تصوير آخر حلقات برنامجها سبوت لايت ، أعلنت استقالتها من العمل في تليفزيون الوطن لتبحث عن فرص أخرى للعمل‫.

‎فمن أول لحظة التقيت بها في مقهى صغير، كانت كما تخيلتها بسيطة وهادئة الطبع. لقد كنت أتوقع أن تكون نوف هي تماما مثل نوف التي أعرفها دائما من الإذاعة والتلفزيون (بالتأكيد لا يمكن أن تكون إنسانة تصطنع الابتسامة  وتصطنع تلك الشخصية المرحة طوال الوقت). نظرت بعين متفحصة في أرجاء الغرفة الصغيرة فوجدت وإذا بابتسامة عريضة ترتسم على وجهها، فقدمت إلي ورحبت بي كما لو كنا نعرف بعضنا البعض منذ دهر طويل‫.

‎ووسط هذا الصخب المحيط بنا في أرجاء المقهى، كانت الابتسامات تملأ أساريرها، حتى عندما ازدادت جدية الموضوعات التي كنا نتناقش فيها. لقدارتحت بالصدق في الحديث بحيث جعلتني أشعر كما لو كنت أجلس مع صديقة قديمة لي تعيد إلي ذكريات الزمن الجميل‫.


ماذا فعلت بعد أن تخرجت من المدرسة الثانوية؟

‎لقد عشت سنوات طويلة في مدينة ميامي ؛ حيث تخصصت في مجالين وهما الاتصال الجماهيري وتاريخ الأدب. وقد كنت أدرس أثناء النهار وأعمل في ساعات المساء‫.‬
‎لقد بدأت العمل في سن مبكر في حياتي؛ حيث حصلت على أول وظيفة عندما كنت في الثامنة عشر من عمري، وعملت في وظائف كثيرة منها مكتبة الجامعة، وعملت بوظيفة صراف في الجامعة، وعملت في طي الملابس في أحد المحلات، باختصار عملت في وظائف متعددة!  لقد كنت أعمل لكي أكتشف الكثير عن ذاتي وعما أحب ممارسته ولكي أتفاعل مع الناس‫.


ماذا فعلت بعد أن حصلت على شهادتك الجامعية؟ 

بعد التخرج من الجامعة، عدت إلى وطني الحبيب الكويت وجربت العمل مجددا في كثير من الوظائف منها: التسويق، التليفزيون والإذاعة، وفي مجلات أمارس العمل في التحرير والكتابة. ورغم أنني قد قضيت وقتا أطول في العمل في التليفزيون، إلا أنني لا أزال أشعر بعدم الاستقرار من داخلي، وهذا اعتراف مني‫.

‎إن حياتي عبارة عن سلسلة من التجارب المختلفة؛ فبعض الناس يمكن أن يصفني بأنني ضائعة، ولكنني أعتقد في قرارة نفسي أنها طريقة رائعة للضياع، لأنه في النهاية، ما هي الحياة؟ إنني أحب أن أكون ضائعة في شيء واحد، وأقوم بهذا الشيء حتى أشعر بأنني تشربت بكل شيء وجدته في هذا الشيء. وبمجرد أن أصل إلى أعلى مستوى، فإنني أترك ذلك الشيء وأتوقف عنه تماما، مع انعدام فرص الرجوع، حتى إذا كان الرجوع مغريا


‎إنني لا أرجع بسبب أنه لا يوجد أي شيء أكثر من ذلك الشيء معروض علي من الناحية الإبداعية أو الوجدانية أو المالية؛ فأنا أستطيع أن أعيش على دينار واحد (1) ويمكنني أن أعيش على عشرة ألاف (10.000) دينار، إن المال لا يهم بالنسبة لي، فمن خلال حياتي في الخارج تعلمت أن أنفق المال مستخدمتا ما هو موجود لدي  فقط‫.‬
‎هذا أمر غير عادي ومؤثر جدا

‎إنني لا أحكم القول بأنني أحد الأشخاص الذين لا يستمتعون بالأشياء المادية؛  إنني أحب الأشياء الجميلة، وأستمتع بالتواجد في فنادق فخمة، ومع ذلك، فهذا ليس هو الشيء الأساسي في حياتي. بإمكان بعض الناس أن يسمي أسلوب حياتي أسلوب "بوهيمي" ، ولن ألق بالالذلك، فأنا لا أعترف بالمسميات ولا أهتم بها‫.


‎في نهاية اليوم، كل ما يشغل بالي هو أن ترتسم الابتسامة على وجهي، لأن العمر قصير جدا، ولن تستطيع أن ترض الناس جميعا؛ سيظهر من يوجه النقد إليك لا لشيء سوى أنك تكون نفسك‫.‬

Nouf Al Mudhayan

أتذكر عندما سمعتك أول مرة في الإذاعة منذ بضع سنوات، كيف كانت بدايتك؟

‎لقد بدأت بالعمل في محطة مارينا إف إم ، وقد كنت حينها أنتقل من وظيفة لأخرى، ولم يكن لدي شيء أفعله، وقد تعرفت على الأستاذ طلال الياقوت مدير المحطة الإذاعية في ذلك الوقت، وقلت له أنني خريجة إعلام وطلب مني العمل معه. وقد التقيت بمجموعة العمل بالمحطة، وأعجبت ببيئة العمل وتقبلتها‫.


‎إنني لم أصبح مقدمة برامج فجأة، ولكنني بدأت في العمل مع الموظفين الإداريين، وقمت بعمل بعض التسجيلات الصوتية التجارية والأساسية، ثم تعمقت أكثر وبدأت أحب العمل في تقديم البرامج الإذاعية‫.‬
‎إنني لا أعلم حتى الآن إذا كان قراري لترك العمل بالإذاعة والانتقال للعمل في التليفزيون اختيار صائب، ولكنه يظل لغز بالنسبة لي؛ فأنا أعلم أن الحياة تختار أشياء لنا، وليس العكس‫.‬
‎إنني أختلف في الرأي مع من يقول أنه يختار طريقه بنفسه و أن القدر ليس هو الذي يختار له طريقه، فأحيانا ما يختار القدر لنا أشياء معينة ، ولا يمكننا أن نغيرها. إنني لم أكن لأكون الإنسانة الموجودة الآن لو لم أواجه من الحياة كل الأشياء التي واجهتها في طريقي، وإذا عاد بي الزمان للوراء، فلن أغير أي شيء اختاره القدر لي‫.

هل تقبلت أسرتك قرارك باختيار العمل في الإذاعة والتليفزيون؟Nouf Al Mudhayan

‎لقد كانت والدتي خائفة علي، ومع ذلك لم تكن ضدي، ولكنها كانت خائفة علي من التعرض للتجربة ومن نظرة الجمهور لي، ومن الملاحظات التي قد يدلي بها البعض، والتعليقات السلبية التي قد تتردد على ألسن الناس‫.‬

كيف انتقلت من الإذاعة إلى التليفزيون؟

‎لقد قدم لي تليفزيون الوطن عرضا مغريا، رغم أنني لم أتقدم بطلب للعمل فيه، ولكن ما عرضوه علي كان بحق شيئا رائعا، لقد كانت رحلة صعبة تبدأ في التليفزيون، ولكنني تعلمت الكثير منها والحمد لله.
‎لقد كان هناك الكثير من الناس لا يشجعونني على قراري، ولكن بالمثل كان يشجعني الكثير على ذلك، وقد كسبت الكثير من المعجبين بسبب هذا القرار‫.


ما هو أفضل شيء وأسوأ شيء في هذه الرحلة؟
‎أفضل شعور أعيشه هو عندما أجلس في أي مكان نحو مطعم أو سوق تجاري كبير ويأتي إلي طفل صغير وينظر في عيني كما لو كنت شيئا من خارج هذا العالم أو من شبكة الكرتون! إنني أقصد أنه بالرغم من أن برنامجي ليس مخصصا للأطفال، إلا أنني أندهش كثيرا عندما يقبلون علي وينظرون إلي وتكون هذه أجمل اللحظات التي أعيشها‫.

‎وإذا تحدثنا عن أسوأ شيء، لا يوجد شيء معين هو أسوأ شيء على وجه التحديد؛ فهناك أشياء كثيرة سيئة مثل الخشونة في التعامل من بعض الناس لكونك شخصية عامة‫. عندما كنت صغيرة السن، اعتدت أن أسمع الكثير من الناس يقولون أنهم يتمنون لو كانوا مذيعين في التليفزيون الكويتي (لأن الأغلبية كانوا من الدول العربية الشقيقة)، والآن بعد أن أصبح هناك مذيعين في التليفزيون من الكويت، فهم يتعرضون للنقد والهجوم من كل جانب‫.

‎لقد ساعدنا التليفزيون الكويتي كثيرا للخروج من هذه الدائرة، وشجع جيل الشباب من المذيعين الكويتيين؛ فالقناة التليفزيونية بمثابة مرآة للمجتمع الكويتي عندما يتعلق الأمر بمقدمي البرامج والمذيعين والصحفيين، فهناك منهم من يتمتع بالفتنة والجمال وصاحب روح الدعابة والمفكر والجاد‫… قبل أن تصدر حكمك علينا، ضع نفسك في مكاننا وتخيل مدى الصعوبات التي نواجهها لنؤدي عملنا‫.

؟‎كيف تواجهين النقد؟ فهما كان الإنسان ناجحا فلا مفر من أن يتعرض للنقد ويأخذ نصيبه منه
‎لقد أصبح توجيه النقد من أسهل ما يمكن في هذه الأيام؛ فهناك الكثير من الطرق التي يمكن للناس أن تصل إليك بها. لقد أعتدت في البداية أن أكون ضعيفة عند بدء العمل، ولكنني آمنت بالمقولة التي تقول "أن الضربة التي لا تقتلني تزيدني صلابة وقوة‫".

‎عندما يوجه لي أي أحد إهانة، فإنني أشعر بالشفقة نحو ذلك الإنسان لأنه ضعيف واختار أن يبني قوته بتدميري، وهذه أشياء لا تعني أي شيء بالنسبة لي‫.‬
‎يقال أنك بحاجة لكي تكون متبلد الإحساس لتعمل في هذا المجال‫…

‎بالتأكيد، لقد اعتدت أن أبذل جهدي في البرنامج بنسبة مائة بالمائة، وبعدها أعود إلى المنزل وأدخل على "الفيس بوك" وأجد تعليقات سخيفة مثارة حولي، لدرجة أنني فكرت إغلاق حسابي على الفيس بوك وعلى "التويتر" بسبب وجود تعليقات مثل هذه. إن الناس من الممكن أن توجه كافة أنواع النقد السخيف مثل "لماذا لا تصففين شعرك؟ " ، أو "لماذا تبدين في شكلك مثل أبناء الشعوب الأسيوية" (بسبب عيناي)، و "ما هو سبب زيادة وزنك؟‫"

‎وفي نهاية اليوم، فأنا بشر، وعندما يخلق الله الإنسان على هيئة ما أو بلون أو حجم معين فهذا خلق الله، ومن الخطأ توجيه النقد لأي إنسان في الصورة التي خلقه الله عليها‫.‬

يمكن الاطلاع على مدونتها على العنوان الإلكتروني التالي www.noufmagazine.com‬

0 Shares:
Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You May Also Like