وصلت الأختان عفاف الفارسي وعايدة الفارسي في موعدهما للاجتماع بنا، وكانت عفاف تحمل معها حقيبة جلدية صفراء بلون الخردل مع شريط من حياكة البادية العمانية مربوط في الحزام الذي على شكل سلسلة، وربما يصور شكل هذه الحقيبة كل ما يتعلق بالديباج إذ أنه يعطي سياقا جديدا للحداثة من خلال تزيين الماضي.
الديباج أو الحرير في اللغة العربية الفصحى كان الوجهة الحتمية لجولة الأختين الفارسي الإبداعية في عالم الموضة والتصميم، وتلاحظ عايدة أنها كانت المصممة الفخرية لملابس الأسرة حيث لاقت تصميمات الفساتين والعباءات استحسانا من صديقاتها وأفراد أسرتها، ولكن الأدوار تغيرت تماما الآن نظرا لقيام عفاف بالإشراف على عناصر التصميم والإبداع بينما تقوم عايدة بإدارة العمل، وتقول عفاف: "لم نتلق تعليما رسميا في الموضة أو الفن وكان ذلك حالة من حالات العمل الإبداعي".
بدأت الأختان العمل على الديباج من المنزل وكانتا تبدعان قطعا صغيرة لصديقاتهما وأفراد عائلتهما، وفي عام 2009 افتتحا رسميا البوتيك الخاص بهما وانجرفا كليا في أعمال التصميم، وتقول عفاف: "تتكون مجموعتنا بصورة كبيرة من الفساتين العصرية مع لمسة عمانية"، وتشير إلى أنهما أدركتا حاجة السوق إلى مثل هذه الأعمال حيث ترغب النسوة في عمان إلى ارتداء الملابس العصرية الملائمة ثقافيا المناسبة للجسم، وتعد فساتين الديباج نتيجة دراسات في التصميم فيما يتعلق بالمنسوجات الفضفاضة والفخمة.
وفي الواقع تميز اللمسات والخطوط العمانية الملابس مع التطريز العماني الذي يشكل خط العنق أو أعمال الفضة التقليدية والتي تجعل زينة الفستان مفعمة بالحيوية، وتقول عفاف واصفة القبول الإيجابي الغامر لفستان الديباج من قبل صديقاتها واللواتي ارتدين هذه النوعية من الملابس أثناء وجودهن في أوروبا: "هذه هي الملابس التي يمكن ارتداؤها في عمان أو الخارج".
وحيث أن والدهن كان يعمل دبلوماسيا فقد حصلت الأختان بصورة طبيعية على الكثير من الإلهام من سفرهما إلى الخارج، وعلى الرغم من ذلك فإن جبال عمان وصحاريها المذهلة كانت الملهم لمجموعة الشتاء لعام 2010، وقد عرضت هذه المجموعة في أسبوع مسقط للموضة في عام 2011 خلال شهر فبراير إبان مهرجان مسقط، وقد حاز على قبول من نقاد الموضة في صحيفة نيويورك تايمز.
بعيدا عن مجموعة الملابس الخاصة بهما، فقد أطلقتا الأختان أيضا خطا للمجوهرات، وتقول عايدة في ذلك الخصوص: "في الماضي كانت جداتنا ترتدين مجوهرات تقليدية طوال الوقت ولم يعد ذلك هو الحال وهذا ما جعلنا نشعر بالحزن الغامر". وتضيف قائلة: "كنا نهتم بالشابات اللواتي كن يرتدين هذه المجوهرات"
ومن ثم فقد سعت الأختان إلى تقديم أمثلة فريدة من صناعة المجوهرات العمانية في تجسيد عصري ومن ثم تقديم المجوهرات العصرية التي يمكن ارتداؤها، وقامتا بالحصول على بعض قطع المجوهرات من سوق المطرح ونزوة، إضافة إلى بعض الأماكن الأخرى ثم عملتا على تغليفها بالذهب عيار 24 قيراطا قبل دمجها بالخيوط والجلد والأحجار نصف الكريمة والخشب والأصداف، على سبيل المثال ترتدي عفاف خلخالا معدنيا مع خيط أحمر بنفسجي ملفوف إلى ما أسفل خصرها مما جعل لبس الخلخال يبدو عصريا، وتقول عفاف "إضافة المكونات المعدنية تجعل الأشياء القديمة تبدو عصرية وأكثر جمالا"، وترتدي عفاف ما يشبه عود الكحل ليكون قلادة تتدلى من خيط معقود بني اللون، وجميع العارضات اللواتي ارتدين مجموعة الديباج في أسبوع مسقط للموضة وضعن كذلك مجوهرات من خط مجوهرات الديباج.
يجسد خط ديباج للملابس والمجوهرات البساطة العمانية المتأصلة وجذب الانتباه من خلال الخطوط الفاخرة المتطرفة المدمجة مع العلامات العمانية المبهرة، وعموما فإن كافة التفاصيل متناسبة تماما مع الديباج.
– بريانكا ساشيتي
– ترجمة خليجسك