كلمات: خالد القحطاني
الترجمة العربية: دلال نصر الله
الصور: عفكرة
كاقتصادي، وعازف جاز على البيانو، ومهووس طوال الوقت، نشأ مايكي مهنّا مبهورًا وذا فضول بمجالات مختلفة. اهتماماته في إعادة تعريف وتعليم حب المعرفة للرّاشدين الشّباب لاسترداد طريقة مقاربة المعرفة قادته لابتكار «عَفكرة»، وهي مساحة تستكشف تواريخ وثقافات العالم العربي بوسائط متعدّدة. من منزله في بيروت، انضمّ مهنّا إلى خالد القحطاني في تبوك عبر محادثة في تطبيق زوم عصر يوم جمعة من شهر يناير. خلال المحادثة، نقّب مهنّا في ذكريات طفولته، أول عرض لـ «عَفكرة» عن رابطة القلم (أول جمعيّة أدبيّة عربيّة-أمريكيّة)، ومتفرّقات أخرى بين الموضوعيْن.
خالد القحطاني (خ.ق.): تطلق على نفسك "مهووس نهارًا، مهووس ليلًا"، وتتراوح خبراتك من تدريس الجبر إلى تأسيس «عَفكرة». متى وكيف صقلت فضولك بهذيْن المجاليْن المختلفيْن؟ أي عامل من عوامل تنشئتك في بلديْن مختلفين أشعل جذوة الفكرة؟
مايكي مهنّا (م.م.): لطالما انقسم عقلي إلى ثلاثة أقسام: الأوّل ينصب اهتمامه على الحساب والقواعد – أحب التّفكير وفق أنظمة هيكليّة. أمّا القسم الثّاني فهو مهتم بالتّغيّر الاجتماعي، والتّعليم، والبناء المُجتمعي. والدتي مُعلّمة، وكان لوالدي جانب تعليمي في وظيفته دائمًا. أمّا الجانب الثّالث فهو الفن. تعزف والدتي الموسيقى، وقد تعلّمت عزفها منذ نعومة أظفاري. لطالما شغلت الفنون اهتمامي؛ الفنون الأدائيّة على وجه الخصوص، وكنتُ الطّفل الذي يمارس كلّ نشاط في المدرسة دومًا. ولهذا شاركتُ في كلّ فريق رياضي وكل فرقة موسيقيّة ومسرحيّة.
خ.ق.: على أي آلة تعزف؟
م.م.: درستُ عزف الجاز على البيانو في الجامعة. أعزف الجاز على الأغلب، كما أعزف على الغيتار والترمبيت وآلات أخرى.
خ.ق.: كيف يبدو في حياة مايكي (قبل وبعد جائحة كوفيد-١٩)؟
م.م.: عملت لعقد كامل من حياتي المهنيّة في التّمويل والاستشارة، وفي وظيفة مسائيّة أدير فيها مشروعًا غير ربحي. كنت أعمل في وظيفتيْن قبل الجائحة: ساهمت في إدارة شركة استشارات في علم التّأمين والمخاطرة التّمويليّة. في الليل وفي نهايات الأسبوع، عملتُ على «عَفكرة»؛ أي أنّي كنتُ أعمل مع العشرات من المتطوّعين من حول العالم لضمان سير الفعاليّات: توجيه المتحدّثين، الإشراف على الأمور التّقنيّة خلف الكواليس. وأعمل في هذه الأيّام على «عَفكرة» بدوام كامل. أُقسّم يومي بيْن إدارة عمليات فريقنا والبحث، كما أدير قاعدة البيانات و[محتوى] الموقع الإلكتروني، وأستعد جيّدًا لمقابلات «عَفكرة».
خ.ق.: كيف تضمن سلامتك الذّهنيّة لأنّ كل هذا يبدو مجهدًا؟
م.م.: اعتدت على العمل بوظيفتين بجهد وظيفي متطلّب لزمن طويل، وبما أنّي أعمل [الآن] على «عَفكرة» فقط، أشعر بطاقة هائلة. [وبسبب الجائحة] ما عدتُ قادرًا على ممارسة الكثير من هواياتي. على سبيل المثال، لا يمكنني عزف الموسيقى مع أصدقائي، ولهذا ينصب جهدي الإبداعي والإنتاجي على شيء واحد؛ ألا وهو «عَفكرة» وهو مشروع مُثرٍ. يحفّزني العمل الذي أحب كثيرًا، ولهذا السّبب أجد عائدًا أكبر من جهدي. لكنّه منهك. في الأشهر الأخيرة من سنة ٢٠٢٠ يوميًّا، كنت أجري سبع مكالمات هاتفيّة مع أشخاص من حول العالم بفروقات زمنيّة مختلفة: الولايات المتّحدة، ماليزيا، باكستان، ودولًا أخرى.
خ ق: خذنا الآن إلى ذلك المساء من شهر سبتمبر في بروكلين الذي ولدت فيه «عَفكرة». ما هي صفات ذلك اليوم الذي صقل الفكرة؟
م م: كنت قد أسّست مؤسّستيْن قبل «عَفكرة» وكان لهما الأثر في تدشينه.
الأولى تعليميّة غير ربحيّة اسمها «مساحة إيجابيّة». عملت فيها مع تلاميذ يافعين كانوا قد تخرّجوا من نظام مدرسة نيوأورلينز العامّة. درّستهم البرمجة وبعض مهارات الإنترنت التي سيحتاجونها في الوظائف. حاولت غرس حب المعرفة وطريقة تكوين الأسئلة فيهم بشكل أساسي. كثير من طلبتي فقدوا مهارات البرمجة خلال تحديدهم لاهتماماتهم وشخصياتهم، ولهذا أردتُ تطوير منهاج متخصّص في تعليم اليافعين الفضوليين.
أمّا المؤسّسة الثّانية فكانت اجتماعيّة شهريّة أطلقتُ عليها اسم «رهانات صغيرة». في الوقت الذي شرعت فيه بتنفيذ «عَفكرة» كنتُ قد أنجزت ما يقارب ٢٠ من فعاليات رهانات صغيرة تلك. كانت ذلك المشروع بمثابة تدريب على البناء المجتمعي. ثمّ أصبح «مساحة إيجابيّة» تدريبًا على الفضول. كل ما تبقى هو رغبتي لتعلّم المزيد عن هذه المنطقة التي أسميها وطن. طرحت الفكرة على خمس رفاق مختلفين، من مثل: "ما رأيك في هذه الفكرة: رعاية ليلة يجتمع فيها النّاس ويقدمون فيها هذيْن العرضيْن؟"
تحمّسوا جميعًا للفكرة. صديقتيْن من الأصدقاء ساعدتاني على إدارة الفعالية الأولى: لين سادّار وهي قائدة مجتمعيّة متمرّسة، وفرح بيرو وهي قائدة حكايات متسلسلة. في حين أنّ صديقًا ثالثًا اسمه مالك قد عرض تقديم العرض الآخر، أمّا الرّابع والخامسة – قائدا دفتر «عَفكرة» – فهما رامي أبو خليل وأوليڤيا الذين قالا أنّهما سيقدمان العرض في الفعالية الثّانية.
لم أكن أكيدًا من تقبّل النّاس – اعتقدت أنّها إحدى أفكاري المعقّدة – عملتُ باحتراف في التّمويل وركزت على إصلاح التّعليم الأمريكي، ولهذا لم تكن لدي علاقات مع العرب.
رغم وجود ما يقارب العشرين شخصًا في الفعالية الأولى. قال الجميع: "كيف لم نقم بهذا من قبل؟ ما سبب عدم اجتماعنا في حدث غير الحفلات أو المظاهرات السّياسيّة، حدث متعلّق بالتّعليم؟" وهكذا بدأ «عَفكرة».
خ.ق.: يساورني فضول حيال لمعرفة الموضوع الأوّل من العرض؟
م.م.: كان عن رابطة القلم، أوّل جمعيّة أدبيّة عربيّة-أمريكيّة، التي كان من بين أعضائها جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة. وجدت أنّها ملائمة لأنّها كانت قائمة قبل ١٠٠ عام، مائة عام تجديدًا قبل تأسيسنا لـ«عَفكرة». هناك مجموعة من العرب-الأمريكيين المقيمين في نيويورك الذين حاولوا التواصل مع بعضهم بهدف استكشاف ما تعنيه هذه البقعة الجغرافيّة عن بعد.
السّبب الوحيد لاختيار الموضوع هو أنّي حين حدّثت والدي عنه قبل أنْ نبدأ قال: " أوه! إنّه يشبه عصبة القلم كثيرًا"، فقلت: "أوه، لا أعرف ما هي عصبة القلم"، فقال: "(يلّا)، ابحث عنها".
خ.ق.: أنا أكيد، بما أنّك قد أسّست مؤسّستيْن من قبل فأنت على دراية بأنّ أفكارًا كثيرة لا تبصر النّور. كيف كانت عملية التّخطيط، وما هي الموارد التي استخدمتها لتأسيس «عَفكرة»؟
م.م.: فائدة إطلاق الشّركتيْن الأُخريين هو ارتكابي للأخطاء، ولهذا صقلت تجربتي. اتّخذت قرارًا أنّي في أوّل عاميْن، لن أطلب أي دولار من أحد وأنّى سأعثر على الإجابات عن الأسئلة الثّلاثة: هل يحتاج العالم إلى هذا؟ هل أنت ماهر فيه؟ هل أريد العمل فيه للسّنوات العشر القادمة؟ لأنّي أعتقد أنّ غلطة جسيمة ترتكبها المشروعات غير الرّبحيّة حين تجمع الأموال فورًا دون التّفكير في: "يجب أن ألتزم مع الأشخاص الذين أجمع التّبرعات منهم. هل سأستمر في [المشروع] اليوم وغدًا ولفترة زمنيّة طويلة؟"
خ.ق.: ما هي العقبات التي واجهتها عند تأسيس «عَفكرة»؟ وما هي الأنظمة الدّاعمة أو العادات الشّخصيّة اليوميّة التي ساعدتك على تخطي العقبات؟
م.م.: هناك الكثير من [الأنظمة المساندة]. إنّه عمل جماعي كليًّا. السّيدتان اللتان أشرت إليهما، لين وفرح مصممتان وساهمتا في إطلاق هويّة «عَفكرة» البصريّة. أمّا رامي، فكان مصدرًا كبيرًا من ناحية التّفكير الأكاديمي في المسائل. كان هناك مجموعة أشخاص على استعداد لاستضافة ودعم [«عَفكرة»]. السّنوات الأولى القليلة، مع توسّعنا في مدن جديدة، أصبح عملًا جماعيًّا بشكل أكبر. بعد أوّل عاميْن، أعلنا عن أول حملة لجمع التّبرعات، فدشنا فصليْن جديديْن، أحدهما في مونتريال والآخر في واشنطن. من هناك، جاء العشرات من المجتمع الذي ساهم من خلال تعليمي أمورًا مختلفة مثل التّسويق وإدارة شبكات التّواصل الاجتماعي.
خ.ق.: مهمّة «عَفكرة» هي غرس الفضول حيال تاريخ وثقافات العالم العربي. أحب استخدامك لجمع كلمتيْ تاريخ وثقافة على موقعك الإلكتروني وفي مقابلات سابقة. هلّا حدّثتنا عن الأمر؟
م.م.: هذا اختيار مقصود. لا منظمة يمكن اعتبارها نتاجًا نهائيًّا؛ ولهذا فإنّ شعارنا قد تغيّر بعض الشّيء على مدار السّنوات الست، بتكرار في تاريخ وثقافة العرب.
التّكرار الأوّل كان غرسًا لحب استكشاف تاريخ وثقافة العرب، ثمّ أدركنا أنّ هذا خطأ لأنّنا لسنا مهتمّين بتاريخ العرب، بل بتاريخ عوالمهم؛ أشخاص كثر يقطنون تلك المنطقة كالأمازيغ قالوا: "تمهّل! تاريخي ليس تاريخًا عربيًّا". فغيرنا الشّعار. بعد شهور قلائل خطر لنا أنّ "لكن هناك تواريخ معاكسة وثقافة معاكسة". فغيّرناه لتوسيع الحيّز قدر الإمكان.
خ.ق.: أحب فعلًا اسم «عَفكرة». أصله عربيّ، يرادف "فكرة ثانية" أو "فَكّر بالموضوع". بالنّسبة لي، يوحي الاسم بفكرة موجودة سابقًا عن العالم العربي – فكرة أنتجتها عدسات الاستشراق، خاصّة للجمهور العالمي؟
م.م.: [هدفه] ليس إعادة التّفكير من وجهة نظر استشراقيّة أو استعماريّة أو الانفصال عن الاستعمار.
«عَفكرة» يتعلّق بجمع النّاس على ما يهتمون به عوضًا عن عيش حياة آليّة تخلقها لهم مؤسّسات كبرى – حكومات، ومؤسّسات دينيّة، واهتمامات تجاريّة واستعماريّة. بدلًا من القيام بتصفّح لا نهائي للاهتمامات، ما رأيك بالتّوقف عن التّصفح والبدء في الاستكشاف؟ احصل على بعض القوّة. أنت قادر على المساهمة في الحكاية. أنت قادر على المساهمة في تعريف وفهم كيف يعمل هذا كيفيّة عمل هذا المكان الموجون في الماضي والحاضر والمستقبل. يكمن الجمال في عدم ضرورة قيامك بذلك بمفردك. أقتبس دائمًا عبارة مفضلة من أغنية (بيغ بابا) التي يقول فيها: "حدّثني عن اهتماماتك، أخبرك أنت مع من".
خ.ق.: تعرّف «عَفكرة» على أنّه "مساحة ثالثة". هلّا أخبرتنا المزيد عن هذا؟
م.م.: أعتقد أنّ [العرب] المقيمين خارج العالم العربي يستكشفونه من خلال طريقتيْن: الأولى من خلال الأنشطة الأسريّة الاحتفاليّة المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالهويّة، كحفلات الزّفاف، واللقاءات الأسريّة، والشّعائر الدّينيّة، ولم الشّمل إلخ. إنّها دافئة للغاية، لكنّها استبعاديّة – ذات موقف متحيّز إقصائي. ليست ممارسة استكشافيّة . إنّها ممارسة للحنين، والتّقاليد، والاحتفاء بهويّات مشتركة. من ناحية أخرى، هناك مساحة متعلّقة بالهويّة مخصّصة للحراك السّياسي والاعتصامات. تلك المساحات مهمّة للغاية، وأنا في كليهما طوال الوقت، لكن تشجّع الفردانيّة لا الاستكشاف، وهي إقصائيّة – إنّها تستوجب بطاقات هويّة يجب حملها للدّخول.
هناك مساحة ثالثة أكاديميّة، لكن فيها جانب تجاري على الأغلب؛ يجب أنْ تدفع الثّمن لتدرس فيها. «عَفكرة» يشبه المساحة الثّالثة المخصّصة لاستكشاف تاريخ وثقافة المنطقة بطريقة ليست ترويجيّة؛ لا توجد بروباغاندا متعلّقة بها. في ذات الوقت، لا نحتفي بالتّقاليد بحنين وحسب.
خ.ق.: لو قرأ أحدهم هذه المقابلة، وأرادوا التّقديم، فكيف ستوجّههم؟ هلا استفضت في حديثك عن العمليّة من البداية إلى النّهاية؟
م.م.: نستضيف ورش عمل للتوجيه الآن كلّ أسبوعيْن. إذا ولجوا لموقع afikra.com/workshop، فيمكنهم التّسجيل لحضور ورشة سينضم لهم فيها ثمانية مشاركين آخرين وأنا أو أحد مدرّبي «عَفكرة». في الورشة، سيتعرّفون على أشكال مختلفة من عروض «عَفكرة»، ويشرعون في التّعرّف على عدد من المواضيع التي قد يهمهم الإعداد لها. بعد الورشة، يعملون مباشرة مع أحد مدربينا لوضع اللمسات النّهائيّة على العرض.
خ.ق.: تطرقت لمسألة نشر الفصول وكيف بدأت في نيويورك. إلى أين ستأخذ كل هذه الفصول فيما بعد، ولماذا تلك المواقع؟
م.م.: كانت لدينا فصول في ثمانية مدن قبل جائحة كوفيد-١٩: نيويورك، واشنطن، مونتريال، لندن، بوسطن، بيروت، دبي، عمّان. حين نبدأ في استضافة الفعاليات من جديد [بعد الجائحة]، فإنّ الهدف سيكون تكوين مجتمع من الفصول المحليّة التي يترأسها هؤلاء السّفراء على طريقة الصّالونات [الثّقافيّة].
لهذا السّبب أعتقد أنّه مجتمع أولًا وقبل كل شيء. كلّما اتسع واختلف أفراده، تعدّدت الأسئلة.
خ.ق.: هل واجهت مشكلات كالرّقابة خلال عملك على نشر فصول «عَفكرة» في بلاد الوطن العربي؟
م م: أعتقد أنّنا سنواجه الرّقابة في مرحلة ما. لربما لأنّنا في «عَفكرة» ليس لدينا قانون متعلّق بالحديث عن الموضوعات السّياسيّة. لكن لدينا قاعدة مهمّة للغاية، تتعلّق بعدم التّرويج لشيء. أقول لهم باستمرار: يمكنك التّطرق لشيء سياسي، ويمكنك الحديث عن أمور حسّاسة، لكن إذا تكلّمت عنها وأنت تعتقد أنّك تعرف كل الإجابات وتحاول إقناع النّاس باتّخاذ رد فعل، فهذا لن ينجح بهذه الصّيغة. في مساحتنا، افتراض الجميع الأساسي عند دخولها هو: أنا لا أعرف جميع الأجوبة. هذا هو الهدف. أنا هنا لأساهم. أنا هنا لأطرح الأسئلة، لا لترويج إجابات. هذا ليس من أعمالنا، ونحن لا نعتقد أنّنا أذكى من أي شخص. كل ما نريد من الآخرين فعله هو تعلّم ما يهمهم وأن يكونوا أذكياء، أعضاء كرماء من هذا المجتمع، وتعلّم كيف نكون جيرانًا جيّدين.
خ.ق.: ما هو تأثير الجائحة على «عَفكرة»؟
م.م.: بدأت في مارس. في ذلك الوقت، كنت أخطّط للتّفرغ للمشروع وإعداد المحتوى الإلكتروني له على كل حال، لكنّ الجائحة عجّلت من تنفيذي خططي لأنّنا ألغينا فورًا كلّ الفعاليات التي تتطلّب حضورًا شخصيًّا، فانتقلت لاستضافة نقاشاتنا عبر الإنترنت، تشييد الأساس لإقامة الفعاليات عبر تطبيق زوم إلخ. خلال العام الماضي في ٢٠٢٠، استضفنا ٢١٠ فعاليات. كما أطلقنا البودكاست الخاص بنا، وصفحتنا على اليوتيوب، ودرّبنا المئات من الأشخاص من خلال سلسلة ورش عمل.
خ.ق.: كيف تأقلمت مع الجائحة من ناحية تقديم محتواك؟ ما هي العبر التي استخلصتها من التجربة؟
م.م.: أحد الدّروس هو التّعرف على بعض أفضل التّطبيقات في زوم التي أتاحت لنا بناء مجتمع رغم عدم اجتماعنا على أرض الواقع، لذلك شيّدت من جديد منهاجنا في التّواصل الاجتماعي وأعدت استخدامنا لوسائطه. كنت أستخدم وسائل التّواصل الاجتماعي للإعلان عن الفعاليات فقط، أمّا الآن فهي أداة تثير فضول النّاس وحبهم للمعرفة وتثقيفهم، وقد تطوّرنا في سنة ٢٠٢٠ بمعدّل ٦٠٠٪.
خ.ق.: برأيك ما هو تأثير «عَفكرة» على شخصيّتك؟
م.م.: أعتقد أنّها جعلتني شخصًا أكثر تعاطفًا، وزادت من ثقافتي، وارتباطي. لقد غيّرت طريقة تفكيري كليًّا عن الوطن العربي. أثرت طريقة تفكيري في الحياة في المنطقة. يذهلني كل يوم مدى ضآلة ما عرفته، وما علي معرفته.
خ.ق.: ما هي المشروعات التي تعمل عليها الآن؟ وما هي طموحات الشّخصية لـ«عَفكرة»؟
م.م.: أْعيد بناء الكثير من الأسس لـ«عَفكرة» خلف الكواليس في الوقت الحالي (قواعد بياناتنا، منصاتننا إلخ). سندشّن موقعًا جديدًا سيغيّر طريقة تعامل النّاس مع بعضهم ويسمح للنّاس ببناء مجتمع عبر «عَفكرة» على الإنترنت. كما سنبث عددًا من البودكاستات وسلسلة فعاليات تُعنى بجوانب معينة كالأفلام والموسيقى. على أمل وجود جوانب تهتم بالتواريخ والحياة الأكاديميّة.[ كما] أعمل على إطلاق منصة في موقع باتريون للتّبرع كيلا يكون النّاس مجرّد مستهلكين لـ«عَفكرة»، بل وذوي حرص عليها.
هناك مكوّنيْن لـ[مستقبل عَفكرة]: الأوّل هو منح مجتمعنا فرصة لنقل اهتمامه إلى التّواصل والفهم. لهذا نجد أنّ بناء هذه المكتبة التي تمثّل اهتماماتهم هي أوّل منجز ضخم فيه ألف مدخل. هناك أشخاص قادرون على المساهمة بأسلوب يشبه ويكيبيديا استخدامه حر، مكتبة شيّدت بديموقراطيّة للمساهمة في تعريفنا وتقديمنا بلغات شتّى. أمّا المكوّن الثّاني فيتعلّق بالفضول بشكل عام، ألا وهو إعادة تعريف وإعادة تأطير طريقة تعليم تحفيز الفضول، في داخل الفصل وخارجه. اهتمامي الشّخصي هو قيادة التّغيير والإسهام في قيادة هذا المشروع للمُعلّمين: ما السّبيل لفعل هذا وما السّبيل لخلق مواطنين فضوليين مهتمّين ببناء مجتمع مع جيرانهم؟
ميكي مهنا هو المؤسس والمدير التنفيذي لـ عفكرة ، وهي مبادرة نحو تغيير دفة الفكر من الاهتمامات السلبية والغير فعالة نحو تحفيز الفضول المعرفي في الوطن العربي . هو مدرس سابق للمرحلة الثانوية وخبير اكتواري لشؤون التأمين والاستثمار، مستقر في بيروت ، ويعمل حاليًا ضمن فريق إدارة شركة مهنا وشركاه ، والتي تعد من أكبر شركات الاستشارات الاكتوارية في المنطقة.
إنستغرام @mikey_mu | لينكدإن Michael Muhanna
www.youtube.com/afikra
www.instagram.com/afikra_