تعتبر كانيكا سابروال، مديرة علاقات و برامج معرض البحرين عبر الحدود ٢٠١٩ ”آرت باب“ (ArtBAB 2019)، مستشارة فنية، و جامعة للفن، و منظمة للمعارض الفنية، و مهتمة برصد التوجهات الفنية المعاصرة. وقد قامت كانيكا بتعليم نفسها كل ما تعرفه في المجال الفني، وحضت على احترام كبير لسرعة بديهتها في رصد المواهب والفنون.
و قد أطلقت كانيكا مبادرة ”آرت سيليكت“ ( Art Select) بدولة البحرين في عام ٢٠٠٨ لتكون أول خطوات تحقيق رؤيتها التي تطمح لجعل البحرين محوراً للفن في منطقة غرب آسيا. كما قامت بتأسيس أول صالة فنون في دولة البحرين ثم توسعت لتشمل الاستشارات الفنية لكي تضم الفنانين وجامعي القطع الفنية، و الأسر، بالضافة الى مكاتب الشركات في نطاق الفنون. كما قامت كانيكا بتنظيم مجموعة من المعارض الفنية في البحرين، على رأسها معرض آرت باب والذي بدوره جعل الوصول إلى الفنانين البحرينيين أسهل و زادت من قيمة الفن البحريني التجارية بنسبة مذهلة بلغت ١٩٥٪ منذ تأسيس المعرض في عام ٢٠١٥.
و تعتبر مسيرة كانيكا في تنظيم المعارض الفنية مذهلة و التي شملت ٦٠ معرضاً حتى الآن، حيث كانت بدايتها في عام ٢٠٠٥ مع معارض أقيمت في دبي، و لندن، و عمان، و الدوحة، و أدّى الحضور المبهر الذي تلقته المعارض للوصول إلى مشترين و جامعين جدد للفن. و كونها خبيرة استثمارية بالفن، لم تكن كانيكا مجرد مختصة بتأدية مختلف هذه الأدوار، بل كانت تحملها بكامل المسؤولية و الثقة.
ملاك السويحل: إذا كانت مسألة الذوق مسألة شخصية، فكيف لك أن تحكمي على قطعة فنية ما، بالأحرى، كيف لك أن تجزمي بأن اتجاهاً فنياً ما سيزدهر و يحقق أداءًا جيداً في زمنٍ أو مكانٍ ما؟
كانيكا سابروال: دعيني أصرح بالقول أن كل ما أعرفه عن الفن كان نتيجةً لخبرتي في هذا المجال. الخبرة ليست أمراً اختيارياً، إما أن تتعلم جميع جوانب المجال أو لا شئ منه على الإطلاق. ذلك، بالإضافة إلى الشغف بهذا المجال، يخلقان الرغبة بتعلم المزيد، والاكتشاف، و القيام بما سيصبح في نهاية المطاف محوراً للاهتمام تدعمه الغريزة؛ ليكون أمراً متوازناً بين المعطيات الواقعية و الحدس، و الذي كان أساساً بنيت عليه معظم قراراتي.
م. س: حدثينا عن آرت باب و كيف ابتدأ.
ك. س: يعد المعرض أحد محاور برنامج البحرين عبر الحدود، و الذي تم تصميمه من قبل ”آرت سيلكت“ لصب الاهتمام على أساس أخوية الفن – ألا وهم الفنانون. عندما ابتدأنا، كان معرضنا هو الأول في ذلك الحين الذي قام بتقديم أهم المعارض و الفنانين على منصة واحدة. أما المحور الثاني للمعرض فهو برامج الفنانين التي نقدمها، و التي بلغ على تأسيسها ثلاثة أعوام، حيث ترحلت منذ ذلك الحين إلى مدينة موسكو، و معرض ساتشي (Saatchi Gallery) في مدينة لندن. و قصر باريس الكبير (The Grand Palais) في مدينة باريس، و متحف الفن المعاصر (The Museum of Contemporary Art) في سنغافورة، و بيكانر هاوس (Bikaner House) في مدينة نيودلهي بالهند. و قد كان لنا الشرف و الفخر بتقديم ٦٥ من أهم فنانينا خلال تلك السنوات.
م. س: يعرّف معرض آرت باب أو معرض البحرين عبر الحدود نفسه على أنه ”معرض البحرين الدولي الأكثر تصدراً للفنون“ و الذي يهدف لـ ”جذب المعارض الدولية الرائدة إلى المملكة [البحرين]“. كيف يفيد هذا التصريح و الموجه للجهات الخارجية الفنانين البحرينيين المحليين – كيف يخدم البحرين عبر الحدود الفنانين الواعدين و الصاعدين؟
ك. س: إقليمياً، تمتلك البحرين إحدى أكبر قواعد البيانات للفنانين الذين يمارسون الفن ويملكون إرث فني يعود تاريخه إلى ما يزيد عن ٥٠ عاماً. في الحين الذي يحمل فيه الفنانين عبر الإقليم طابعهم الفني المتفرد، نرى أن طابع الفنان البحريني المتفرد في هويته يعكس من خلال أعماله الفنية تاريخ أمة صغيرة ذات مجتمع متنوع، مما يخلق آعمالاً فنية نقدية لا مثيل لها. و كما يوحي الاسم، فإن اسم آرت باب أو معرض البحرين عبر الحدود يعبر عن ما خلقناه، و هي صيغة تتخطى الأفكار المسبقة و تخلق الفرص بناءً على الموهبة، مما يجعلنا مشارك أساسي في الاقتصاد الإبداعي على الصعيدين المحلي و العالمي.
م.س: ما هو محور آرت باب أو معرض البحرين عبر الحدود لسنة ٢٠١٩؟
ك. س.: يتمحور موضوع معرض البحرين عبر الحدود لهذا العام حول مفهوم ”الإرث“. إن ثروة البحرين عميقة الجذور تكمن حتى اليوم في جوهر و أصل كل فنان، و كان لها أن تتطور وتتكيف على مر السنين مع احتفاظها بجذورها. يلعب التعليم دورا أساسيا في تشكيل محاور جلساتنا الحوارية و نقاشاتنا، والذي ستطلق اليوم AI / VR و Blockchain في مجال الفن.
م. س: هناك العديد من المؤتمرات القادمة للبحرين عبر الحدود، و التي يرتبط العديد منها ب ترين أن للتكنولوجيا دوراً كبيراً في مجال الفن؟
ك.س: نعم. نحن نعيش في عصر حركي، و الطريقة الوحيدة لمعرفة و فهم هذه التغييرات التكنولوجية السريعة هي أن تعيش و تغمر نفسك فيها بالكامل. و لهذا السبب، أتطلع أنا أيضاً إلى تعلم و استكشاف هذه التكنولوجيا، كما أنني متحمسة لرؤية ما يكمن وراء دمج الفن و التكنولوجيا.
م. س: بالنسبة لأولئك الذين يضعون أولى خطواتهم في الساحة الفنية، من يجدر بنا أن نترقبه كوننا زواراً لمعرض آرت باب ٢٠١٩؟
ك. س: لدينا ٣٠ فناناً في جناح البحرين عبر الحدود – ١٥ ضمن فئة المشاركة العامة. يعتبر الاختيار بين الفنانين الواعدين أمراً صعب و متضارب أخلاقياً، و لكن من حيث الفنانيين الذين يجدر بترقبهم، ستعرض الفنانة هالة كايكسوف عملاً فنياً خاصة بها، بالإضافة إلى المجموعة البحرينية الدنماركية الذين كانت أعمالهم جزءاً من مجموعة متحف فيكتوريا وألبرت (Victoria and Albert Museum) المختارة لهذا العام. يعتبر هذا الأمر مدعاة للفخر و الاعتزاز بالنسبة لنا، و نأمل أن يستمر هذا الجيل من الفنانين الشباب في جميع أنحاء العالم بمواجهة التحديات و وضع بصمتهم الفنية عالمياً.
ظهرت نسخة من هذه المقالة في منشور خليجسك ، إصدار مارس ٢٠١٩.
كلمات: ملاك السويحل
الترجمة العربية: أسيل مرزا
الصور: آرت باب
