الوجهة المثالية لقضاء العطلات هو المكان الذي يجمع أفضل: جولة بين صخب المدينة وخلوة في استرخاء تام على شاطئ البحر.أين تلك الوجهة التي تمكنك من الاستلقاء عرضة لأشعة الشمس فوق رمال الشاطئ الذهبية تارة وتارة اخرى تمكنك من السير بين الشوارع المزدحمة في واحدة من أكبر مدن العالم؟ هذا المكان الذي أتحدث عنه ليس من وحي الخيال. وإنما الوصف الأمثل لمدينة تايلند الفاتنة.
بدأت رحلتنا في جزيرة كوه ساموي ثاني أكبر جزيرة ضمن جزر تايلند، والتي تقع على بعد ساعة عبر الطائرة انطلاقاً من مطار بانكوك. يعتبر الطقس في كوه ساموي مثالياً على مدار العام. الشمس مشرقة دوماً و مياه البحر صافية مثالية للسباحة. كانت تايلند ولم تزل واحدة من أكثر الأماكن التي لا تتوقف عن إدهاشي في كل زيارة. إذ تراها مفعمة بروح أهل البلد و تحتفي بكل عابر و سائح. مخلفةً دوماً رغبة محمومة للاستطلاع والاثارة حيثما قصدت .بعد وصولنا للمطار، كنا في طريقنا حيث سنسكن خلال الأيام القليلة المقبلة، منتجع أفاني+ ساموي.
يتمتع الفندق بموقع مثالي في قلب المدينة يحيطه من كل جهة مراكز التسوق والترفيه الأخرى مما يزيل مشقة تنسيق الجدول و ترتيبات المواصلات. في اللحظة التي تطأ بها قدماك أرض الفندق ستشعر كما لو أن صخب الشوارع كله قد خرس فجأة وغدوت في مكان راقٍ يملئه الهدوء. بعد الاستقرار في غرفتنا بعد انهاء إجراءات الدخول المعتادة، تم تسليمنا هاتفاً جوالاً خاصاً يمكن أن نأخذه معنا في أي مكان حتى نتمكن من الاتصال بالفندق كلما دعت الحاجة – لفتة مدروسة بحق!
يبعد المنتجع عن موقع المطار قرابة الساعة عبر السيارة. ويعد أحد الأماكن التي يصعب الوصول لها إذ يقبع في جزء معزول من الجزيرة أشبه بالمخبأ السري لأولئك الباحثين عن السلام والعزلة. يضم المنتجع مجموع ٢٥ غرفة للنزلاء ،٢٧ فيلا ملحقة بحوض سباحة خاص، وعدد ٦ فلل مطلة على شاطئ البحر، كلها معدة لإقامة رحبة ومريحة. أكثر ما يميز هذا المنتجع عن غيره من المنتجعات هو أن يوفر ما أسموه "خليجاً لم يمسسه أحد" ، وتلك ميزة لكل من ينشد العزلة والاستجمام.
يحتوي الفندق على حوضي سباحة كل في جانب هذا ما يمنحك الكثير من الخصوصية فيصعب كثيراً أن تصادف النزلاء الآخرين، وكل ذلك سيشعرك وكأنك المنتجع كله لك وحدك. كان الطاقم بأكمله تحت امرتي بمعاملة خاصة شعرت معها كما لوكنت ملكة. أما المطعم فقد كان خير ممثل للطعم التايلندي الأصيل، إذ كان كل طبق على حدة شهياً وطازجاً. بعد أيام من الاسترخاء على أسرة التشميس حان الوقت لمواصلة رحلتنا وزيارة واحده من أكبر مدن في العالم، بانكوك.
تمتلئ شوارع بانكوك المزدحمة بكل وسائل النقل الممكنة. سيارات، باصات، قطارات، وبالتأكيد محبوب السياح، عربة التوكتوك. ساعتها علمنا أننا بعد تجربة الاستجمام والهدوء والعزلة التي عشناها في المنتجع، أصبحنا الآن وبشكل رسمي في قلب العاصمة التايلاندية، والتي يبلغ عدد سكانها ما يقارب ٨ ملايين نسمة، تتمتع العاصمة بانكوك بمجموعة واسعة من الفنادق والعديد من خيارات الإقامة ، مما يجعل مسألة الاختيار صعبة للغاية. في النهاية وقع اختيارنا على أنانتارا سيام بانكوك.
يضم الفندق مسبحًا جميلًا في الهواء الطلق تحيط به المسطحات الخضراء، منطقة تسوق يضم العديد من العلامات التجارية الراقية ومجموعة من المطاعم المعروفة عالميًا — الموجودة في بيت أخضر زراعي خارجي— وبالطبع زاوية حيث الاستجمام في منتجع صحي لتجربة مترفة رائعة. ولا يمكن أن تكتمل التجربة التايلندية إلا بالمساج التايلندي التقليدي. كان تصميم المنتجع الصحي يحاكي المعابد القديمة، غاية في السكينة والهدوء. تم تصميم كل غرفة لتشبه هيئة المعبد مع كل ما تحتاجه من مستلزمات السبا المصممة خصيصًا لك. لقد كانت تجربة مترفة خاصة لن أنساها أبدًا.
يمكن للضيوف تجربة يوم كامل من المرح والترفيه في ربوع هذا الفندق المناسب للعائلة والذي صمم كنموذج مصغر للمدينة المحيطة به. الخيارات لا حصر لها والخدمة لا تشوبها شائبة! بانكوك لديها ما تقدمه للجميع، سواء كانت تجربة تسوق رائعة ، أو جولة تاريخية عبر الأضرحة والقصور.
ينتشر في جميع أنحاء تايلاند عدداً من المدن التي تستحق الزيارة والتي تعد مغامرة فريدة كل على حدة. زيارتي لكل من جزيرة كوه ساموي وبانكوك زادت عشقي لتايلاند. ومسافة السفر القصيرة ما بين كل جزيرة وأخرى جعلت مسألة التنقل أسهل. كان كوه ساميو ترفيهاً كنا بحاجته فعلاً من زخم الحياة اليومية المزدحمة. يعد أفاني + وسماوي خياراً ممتازة خاصة مع قائمة متنوعة من الأنشطة ، والطعام اللذيذ ، والمناظر الطبيعية الخلابة. على صعيد آخر ، قدم أنانتارا سيام لنا نوعًا مختلفًا من النعيم- أحد أكثر التجارب إثارة- في قلب المدينة.
ظهرت نسخة من هذه المقالة في منشور خليجسك ، إصدار سبتمبر ٢٠١٩.
كلمات: نور الصباح
الترجمة العربية: فاطمة كرحان
الصور: Avani+ Samui Resort, Anantara Siam Bangkok