تلخص هذه المقالة محاولات الباحثين إدراك الرؤى في متضمنات النتائج، وعرض رؤية للمنظمات ورجال الأعمال الباحثين عن توجهات فعالة لتشكيل السلوك على المواقع الإعلامية الاجتماعية.

الأساس وراء استخدامنا الإعلام الاجتماعي لم يكن مدهشا للكثير منا، وقد استخدم الكثيرون في دول مجلس التعاون الخليجي الإعلام الاجتماعي من أجل تنظيم الأحداث الاجتماعية والحفلات المنزلية منذ سنوات وذلك قبلما تجتاح الثورات المنطقة العربية بأسرها، ففي حين أن فيسبوك وتويتر ظلا الموقعين المهيمنين حتى يومنا هذا إلا أن هذه المقالة سوف تبحث في أنواع الشركات التي على الأرجح سوف تنافس هذين اللاعبين المهيمنين.

في عام 2009 ورد الإعلام الاجتماعي في نقاش حول خطة تسويق المنتج ولم يكن الحديث مرتبطا بالحديث عن الحياة الشخصية وحتى أنه لم يأت ذكر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للأغراض الشخصية، "في المتوسط تنفق الشركات 22% من الميزانية التسويقية لديها على النواحي الرقمية بينما ما يزيد عن نصف هذه الشركات (58%) تزيد من الميزانيات الرقمية في عام 2011، وهذا يقارن بنسبة 43% من المنظمات التي تزيد من إجمالي الميزانيات التسويقية هذا العام"، وحقيقة أن وجود مثل ذلك التعزيز في الإنفاق والتركيز تعني أن الشركات والمشروعات الكبيرة لم تكن لديها الرغبة في الاعتراف بالإعلام الاجتماعي على أنه منبر حديث للشركات والماركات التجارية، ويمكن للمرء أن يتوقع ردة فعل متباطئة من قبل الحكومات على الرغم من كل ذلك.

وقد ظهرت بعض النواقص الصغيرة في بنية الاتصال التقليدي علاوة على صناعة النشر، وقد قدم جاري رودريجز من شركة آي بابليش سنترال بعض الملاحظات الشيقة حول العلاقة فيما بين الناشرين والحكومات إذ يقول: "القوى الصاعدة والهابطة تدفع التوزيع الرقمي فيما بين ناشري الكتب باللغة العربية، وفي الحالة الأولى اضطرت العديد من الحكومات ووزارات التربية والتعليم في أنحاء المنطقة التي تتميز بشريحة كبيرة من سكانها من الشباب والعمال الوافدين والذين يطلبون محتوى رقميا لأن يقدم إليهم بطرق جديدة مثل الأجهزة الذكية والحواسب الكفية"، والشباب في الشرق الأوسط في تقدم دائم وزيادة مضطردة في العالم المرتكز على الهواتف النقالة حيث يمتلك الشاب أكثر من هاتف واحد ويتوقع الحصول على محتوى شخصي عن طريق تلك البرامج الإعلامية.

وبسبب غياب الرؤية هناك، بحث مهم تجريه الجامعات في الإمارات العربية المتحدة والوكالات الإعلامية والدعائية والباحثين الآخرين والذين يسعون إلى تحديد الرؤى في ذلك النظام البيئي، وهناك اهتمام متزايد في مراقبة والدخول إلى حوارات الإعلام الاجتماعي من جانب القطاعين العام والخاص.

وقد أصدرت كلية دبي للإدارة الحكومية تقرير الإعلام الاجتماعي العربي من خلال برنامج الحوكمة والإبداع، وقد اعتمدت الكلية على عينة من مستخدمي الفيسبوك من 22 دولة في الشرق الأوسط (بما في ذلك إيران وإسرائيل) من أجل تحسين فهم تأثير الإعلام الاجتماعي على التطور المدني في العالم العربي.

وقد قام ذلك البحث بدور رائع في تقييم معدل النمو والتحليل الديموغرافي للمستخدمين والعوامل التي تؤثر في تبني التأثير، وهناك سؤالان مهمان سعت الدراسة إلى الإجابة عليهما وهما: ما  تأثير الإعلام الاجتماعي في الارتباط المدني وفي الاندماج الاجتماعي؟ وكذلك اهتمت الدراسة بتحليل تأثير ديناميكيات الإعلام الاجتماعي على الإبداعية والريادة في العمل.

وفي واقع الأمر بدأ البحث بالاعتراف بأن الإعلام الاجتماعي يستخدم بطرق مختلفة، وهناك اختلاف عالمي فيما بين هؤلاء الذين يستخدمونه من أجل ملء وقت الفراغ بالحديث وهناك من يعلون من شأنه باعتباره بنية تحتية لانطلاقتهم، ومن الطبيعي أن تكون الشركات والحكومات متأخرة بخطوات في هذا المجال.

مع إدراك استحالة الرقابة المطلقة تعمل حكومات دول مجلس التعاون الخليجي في الوقت الحالي على تطوير بعض القوانين واللوائح والتي تتعلق ليس فقط بكيفية إشراك المواطنين وإنما أيضا بقوة التعاون فيما بين المؤسسات، وكانت وزارة الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية هي الأولى في إطلاق تشريعات ولوائح تتعلق بالإعلام الاجتماعي خلال العام الماضي، والإعلام الاجتماعي يأتي ضمن تفكير حكومات دول مجلس التعاون الخليجي ولكن الحجم والمحتوى المشترك يغمر تكنولوجيا المعلومات لديهم في الوقت الحالي.

الأنماط الحياتية الرقمية في دول مجلس التعاون الخليجي                  

45% من سكان الإمارات العربية المتحدة يستخدمون فيسبوك ويدرج شعب الإمارات ضمن العشرة شعوب الأكثر استخداما له في العالم.

45% من المستخدمين الإماراتيين تفوق أعمارهم 30 عاما بينما في البحرين وقطر نسبة 34% من المتابعة، والمستخدمين في هذه الدول الثلاث ضمن أكبر 20 دولة في العالم في استخدام الإعلام الاجتماعي.

نسبة المتابعة في الكويت وصلت إلى 21% وفي السعودية 12% وذلك بسبب حجم السكان الأكبر، بينما في عمان وصلت إلى 8% وهي النسبة الأقل على الإطلاق.

75% من المستخدمين في المنطقة العربية تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 29.

مصر بها 22% من إجمالي المستخدمين في العالم العربي.

مستخدمو الإعلام الاجتماعي في دول مجلس التعاون الخليجي هم في الغالب ذكور وفي بعض الدول مثل عمان وقطر والسعودية والكويت هناك قاعدة بيانات ذكورية للمستخدمين تفوق 60%، أما البحرين فتتميز بالنسبة الأعلى من الإناث اللواتي يستخدمن مواقع التواصل الاجتماعي.

دول مجلس التعاون الخليجي هي الأقل نسبة في حرية الإنترنت، وقد أحرزت عمان المستوى الأعلى بين دول الخليج في حرية الإنترنت وهذا يعني أن سلطنة عمان لديها فلترة أقل مقارنة بباقي دول الخليج الأخرى، ولكن حرية الإنترنت لا تؤثر على استخدام الفيسبوك.

ووفقا للهيئة التنظيمية للاتصالات في الإمارات العربية المتحدة فقد حطمت الدولة حاجز 11 مليونا، وهذا التقرير كذلك ينص على أن عدد المشتركين لكل 100 شخص كان 198.5 مما يعني أن كل شخص في الإمارات تقريبا يمتلك اثنين من الهواتف المحمولة.

احتضن الإعلام التقليدي في الشرق الأوسط استخدام الإعلام الاجتماعي من خلال 95% من صحافيي المنطقة يستخدمون الآن موقع فيسبوك وتويتر وشبكات التواصل الاجتماعي الأخرى، وهذا ما أظهره بحث (صحافيو الشرق الأوسط Media Source /Insight Middle East Journalist Survey 2011).

أقل من 5% من محتوى الإنترنت باللغة العربية.

متضمنات الحياة الرقمية في المنطقة

سوف تصبح السرية أكثر أهمية: الناس في دول مجلس التعاون الخليجي يرون الإنترنت كمنتدى مفتوح ولكن دائما ما يطلب منا إنشاء حساب حقيقي وأصلي في مواقع التواصل الاجتماعي، وعند تنفيذ اللوائح والقوانين فقد نرى بعض المواطنين يهجرون بعض المواقع مثل فيسبوك إلى مواقع أخرى يمكن فيها إخفاء هوياتهم الفعلية من دون فقدان المصداقية.

ازدياد الأبحاث المحلية: أخذ معهد قطر لأبحاث الحاسوب QCRI خطوة إلى الأمام مع سعيه لتبني ودعم المهتمين بالأبحاث على النطاق المحلي وهناك بعض الجهات الأخرى المهتمة مثل إيبسوس ومركز بان عرب للأبحاث.

يمكن دعم الإعلام الاجتماعي من خلال نمو صفحات الإنترنت باللغة العربية: تقترح رسالة معهد قطر لأبحاث الحاسوب المتعددة المجالات أنه من أجل فهم الإعلام والتواصل الاجتماعي بصورة أفضل يجب أن يقدم في سياقه، وهذا يعني فهم مستقبل اللغة العربية في الأبحاث والحوسبة وتحليل سلوك المستخدم والسلوكيات الأساسية الأخرى التي تدفع النشاط الرقمي، ويسأل كبير العلماء كريم درويش قائلا: "كيف يمكن للناس العثور على بعضهم البعض وكيف يمكن لعلوم الحاسوب تسهيل اكتشاف الناس؟ من في يديه السلطة في الشبكة الاجتماعية؟ كيف يمكن لكلمة تقال عبر شبكة تواصل اجتماعية أن تسافر عبر الشبكة؟ ما هو مقدار نشاط التواصل الاجتماعي الذي ينصب في الحياة الواقعية؟"

سوف يعتمد الصحافيون على الإعلام الاجتماعي من أجل بناء شهرتهم وتأثيرهم: وهذا الأمر يحدث بالفعل؛ حيث تبرز مقالة حول الشرق الأوسط كيف أن الإعلام الاجتماعي سوف يؤثر في صناعة العلاقات العامة والصحافيين، وتقول المقالة: "تحتاج صناعة العلاقات العامة بالفعل إلى أخذ ذلك على محمل الجد إذ يتوجب على الصحافيين البحث في المادة والتقين من أنها لا ترتبط على الإطلاق مع منشوراتهم أو منافذهم، ومع الأخذ في الاعتبار تلك الأدوات المتاحة في الوقت الحالي فليس هناك عذر لتبني "التوجه الانطلاقي" من أجل توزيع الإصدارات الصحفية."

– + عزيز

0 Shares:
Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You May Also Like